تذكّر وتأمل هذه الآية دائمًا
( ولقد منَنَّا عليك مرّةً أخرى )
الحياة ليست لونًا واحدًا
إنما الحياة ألوان متنوعة ومتعددة
فيها اللون الأبيض والأسود والأحمر والأصفر.. لماذا نقول هذا؟
مما هو معروف بأن الإنسان تمر عليه أطوار معينة وغريبة.. مرةً سعادة ومرةً أخرى حزن
طورًا فقد إنسان قريب منا نحبه ومتعلقون به جدًا, وطورًا يُرزق الإنسان بمولود جديد فيفرح ويسعد ويأنس.. هذه هي سُنّة الحياة، يومٌ لك ويومٌ عليك..
إذًا فإن الله سبحانه و تعالى يقطع بشيء ويصل بشيء آخر أجمل وأفضل.. فقد تفقد عزيز عليك والله سبحانه و تعالى بعد فترة يرزقك بابن أو بنت.. كذلك فقد تفقد صديق عزيز وطيّب، والله سبحانه وتعالى يُعطيك صديق أفضل منه..
هذه الأشياء مهمة لا بد على الإنسان أن ينتبه لها فلا تسمح لأي موقف يمرّ في حياتك أن يتمكّن منك وأن يغلبك.. سواءً أكان حزن.. موقف اجتماعي معيّن.. موقف وظيفي معيّن.. خسرت وظيفة.. خسرت صديق.. خسرت زوج.. خسرت زوجة..
هذه أشياء طبيعية ومن سنن الحياة.. ومن أجمل نِعم الله تبارك وتعالى نعمة النسيان..
ايها العزيز، انتبه أن الله سبحانه و تعالى يُعطيك بدائل يعني، سبحان الله، إنسان فقد أحد أبويه بعد فترة معينة تزوج.. الله سبحانه و تعالى يرزقه بأبناء..
فقدت صديق تجد بعد فترة معينة صديق أفضل منه وأصدق منه وأوفى منه، وأنت كنت مكتئب من زمان على ذاك الصديق الذي لم يفِيك في موقف معين.. أو لم يكن صادقًا معك أو لم يقف معك.. أنت حزنت لكن انظر رب العالمين، أتى لك بالأفضل..
انتبه، تذكّر هذه الآية الكريمة التي دائمًا تذكر الإنسان مهما حزن.. ( ولقد مَنَنَّا عليك مرةً أخرى )..
الله الله.. توقف وتأمل هذا اللُّطف الإلهي.. في أية جميلة آخرى ( ولقد مَنَنَّا عليك مرةً أخرى ).. هذه الآية، في المناسبة، نزلت بسيدنا نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام.. موسى من الأنبياء ومن أولي العزم، لكن لاحظ قبلها ماذا تقول الآية (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننّا عليك مرةً أخرى )..
تذكّر هذا اللّطف, كم موقف مررت به فيحياتك ورب العالمين مَنَّ عليك بلطف إلهي.. من السعادة من الشعور بالطمأنينة في موقف معيّن, نعمة والديك, نعمة أولادك, نعمة الصحة و العافية..
اليوم وأنت تتذوق الأكل, نعمة الصداقة إذا كان عندك إنسان صادق معك وصديق حقيقي , تذكّر ( ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى )..
أنت كُن مع الله ترتاح..
كُن مع الله ترتاح، أودع همومك عند ربّ العالمين وثِق بالله تبارك و تعالى..
جميل أن تثق بالله تبارك و تعالى, جميل أن تحيا بهذه الآية , فهي سلوك إنساني جميل اليوم..
تلتحق اليوم بدورات التنمية البشرية، قف وفكّر بالسعادة المنصوص عليها في القرآن الكريم، تأمّل هذه الآية على قِصرها و لكن فيها منهج للانسان أنه أنت تحت رحمة الله، أنت في كنف لطف الله تبارك وتعالى ( ولقد مننّا عليك مرّةً أخرى )..
سبحان الله سبحان الله ما اجمل هذا الامتنان.. الإنسان الذي يستشعر أنه مع الله سبحانه وتعالى يحسّ قلبه بفرح لا فرح بعده.. رب العالمين يعني لا يأخد منك شي إلا أعطاك بدائل.. لكن لا تبتَئس وتكون أسير لموقف معيّن ولا تستشعر نهاية الكون..
الحياة فيها كذاك الكثير من مواقف مفرحة وسعيدة وجميلة.
د. عبدالعزيز بن بدر القطان