القاهرة في 10 يناير /العمانية/ تكشف قصائد كريم عبد السلام في مجموعته “مريم المرحة” عن انشغال بالذات المعذبة ولحظات معاناتها التي تجسد تراجيديا الوجود الإنساني.
وتقع المجموعة الصادرة ضمن سلسلة “كتاب ميريت الثقافية” بالاشتراك مع دار الأدهم للنشر، في تسعين صفحة، وبينما تبدو القصائد أقرب إلى لقطات مختارة من الواقع الخشن تذكّر بلوحات السينما الإيطالية، فإن التوقف عندها قليلا سرعان ما يكشف أن الإحالات الواقعية ما هي إلا باب لعالم جديد بين العقل والجنون، أو بين الحلم والواقع، عالم فيه من الصوفية وفيه من الرومانسية وفيه من الأسى على مصير الإنسان الكثير.
ويظهر فقدان الصلة بالواقع بوضوح في قصائد المجموعة، جنبا إلى جنب مع لحظات المواجهة الحادة مع انكسار الحلم أو مع الإقرار بالهزيمة أو مع الموت الذي يلوح في ذروة الحياة.
من نصوص المجموعة:
“تجده حليقا ونظيفا
المجذوب توّا،
عكس هؤلاء الذين توغلوا في الطريق،
حتى لتنخدع فيه عندما يسألك:
كم الساعة؟
أو يسير إلى جانبك بخطواته المرتبكة
وهيئته المائلة إلى الأمام
من هؤلاء، من كنت أظنه على الحافة، لا يزال
وكنت أُحذّره كل صباح أمام المرآة،
وتخيّلتُ أن باستطاعتي جذبه
للداخل مرة أخرى،
لكن يده أفلتت،
فاتسخت ملابسه تدريجيّا
وطالت لحيته
وهاجم التراب مسامه
ثم تقوست أظافره
واختفى في الطريق”
يُذكر أن كريم عبد السلام يعدّ من الأصوات البارزة في قصيدة النثر المصرية، وقد اتخذ لنفسه مسارا خاصّا داخل القصيدة يبدأ بالجماعة الإنسانية وهمومها ومعاناتها وتطلعاتها وينتهي بفتح المجال أمام الوعي الجمالي بقصيدة النثر.
/العمانية/
ع م ر