كنت قد قرأت فيما قرأت واحسست وعرفت من خلال الجانب الروحي الديني وايضا من خلال الحركة الحركة الحياتية اليومية التي تتخللها أحاديث لن تستطيع انت أخي القارئ ان تحصيها ولن استطيع انا ايضاأن احصيها كحسبة رقمية مجدولة جميعنا لن فعل ذلك لأن عملية الإحصاء تحتاج إلى تجميع معلومات مرقمة بشكل دقيق الى جانب ذلك ايضا سنحتاج الى تجميع شروحات وافية تصادق على تلك الأرقام لتعزز مصداقيتها! أمام المطلع والمستقريئ لتلك البيانات والحقيقة انني حين استخدمت حالة الإحصاء وجداول البيانات في حديثي هذا ليس إلا كناية عن كمية التخاطب والتحادث اللذان يكونان بين الناس سواء كان ذلك في المجالس العامة او في البيوت او حتى في الأماكن العامة ايضا كالأسواق َمثلا وبالتالي فإن ثلاثة ارباع تلك الأخبار والأحاديث هي متناقلة من فم إلى فم مباشرة او عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي! ثم إننا لاندري هل هي صادقة بشكل يقيني ام تم حشوها بمزيد من التلافيق التي تطول وتعرض وهذا يعني انها ستكون مملوءة غيبة خصوصا عندما تكون فيها العبارة التالية:-(فلان فيه كذا) او فلان سمعت يقال عنه كذا أوفلان والله يقولون عنه كذا بلا أدلة أو براهين تثبت صحة وحقيقة الكلام الذي ينهش في ذلك الفلان الغافل المسكين والذي لايدري ولايعلم ماذا يقال عنه! ومايساق عنه من حديث كذب يشوه سمعته ويسيئ إليها! والنبي محمد صلى الله وسلم يقول فيما معناه ان كان الفلان او الفلنتان هذا ان كان فيه ما قد قيل عنه فهذا الحال يعتبر غيبة وان كان الذي قد قيل عنه ماليس فيه فهذا الحال هو بهتان! والغيبة والبهتان عند الله سبحانه وتعالى أحلاهما مر! يقول سبحانه ((ومن يكسب خطيئة أوإثما ثم يرم به بريئا فقد إحتمل بهتانا وإثما مبينا..)) ويقول أيضا :- (( وتحسبونه هينا وهو عندالله عظيم..)) صدق الله العظيم وبالطبع سيكون مع أولئك المتحدثين والمستمتعين بالحديث عن فلان الله سبحانه وتعالى وملائكته الكرام الذين يقول عنهم :- ((كراما كاتبين يعلمون ماتفعلون… )) الذين يسجلون في صحائف الأعمال التي قطعا ستكون من ضمنها صحائف القوم!! كل حرف! وكل جملة! تتقوه بها ألسنتهم وبالتوقيت الزمني بالثانية وبالساعة وباليوم وتاريخه…نعم اخي القارئ الكريم هذا الذي سيحصل وهذا الذي سيكون! وقد نهانا الإسلام الحنيف عن القول الزور الذي هو بالطبع جريمة كبرى في نظر الشارع العظيم كيف لا وهو الذي اعده من الكبائر والموبقات السبع ففي الحديث النبوي الصحيح عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- (( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالها ثلاثاً قلنا بلى يارسول الله قال” الإشراك بالله وعقوق الوالدين فكان متكئاً وجلس ثم قال :- ألا وقول الزور وشهادة الزور”فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت)) في الحديث النبوي الطويل الذي يرويه معاذ بن جبل رضي الله عنه :- (( إن النبي عليه الصلاة والسلام اخذ بلسانه قائلا لسيدنا معاذ :- وكف عليك هذا فقال معاذ رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم متعجبا :- وإنا مؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال عليه الصلاة والسلام :- ثكلتك امك! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟! )) نعم انها مصيبة كبرى لمن لم يحفظ لسانه عن الناس ومما يؤسف له اليوم فإن معظم مجالس البشر هي عبارة عن استمتاع بالأحاديث التي لا طائل منها سوى الكذب والتدليس على خلق الله وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى :- ((أيحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه..)) ورغم ذلك كله فإن النهش في لحوم البشر تشتد ضراوته في هذه الأيام فالغيبة والنميمة مااكثرهما في هذا الزمان وفي هذه الأيام والانسان العاقل السوي يربأ بنفسه الطيبة الخيّرة عن الذهاب إلى تلك المجالس التي ليس لها هموم سوى الوقوع في غيبة فلان وفي نميمة بين فلان وفلنتان وهما ابشع المصائب في الدنيا وفي الآخرة كيف لا والله تعالى يقول :- ((ولا تطع كل حلاف مهين©هماز مشاء بنميم©مناع للخير معتد اثيم©عتل بعد ذلك زنيم..)) وهذه كلها من صفات النمامين والمغتابين لخلق الله من البشر نسأل الله تعالى لنا ولكم السلامة والعافية مما ابتلي به كثير من الناس – اللهم احفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة – اللهم لا تجعل أحاديثنا إلا أحاديث خير أوإصلاح بين الناس يارب العالمين – آمين
الأستاذ/ فاضل بن سالمين الهدابي