مسقط في 24 يناير /العمانية/ صدر عن دار كنوز المعرفة كتاب جديد بعنوان /مالي لا أرى الهدهد/ للكاتب العُماني سلطان ثاني البحري وهو تجربة كتابية في أدب الرسائل، وضمن الأدب السهل الممتنع، ويتيح للكاتب أن يبدو في بساطته وعفويته، لكنه في ذات الوقت يتيح له أن يكتب وفق قالب أدبي غير متكلف.
ويصف البحري ذاته هذا الإصدار: بقي هذا القالب الأدبي ومنذ سنين شرفة مفتوحة يطير عبرها هدهد الروح إلى حيث أراد الله له، فيلقي بالرسائل هنا وهناك، ليعود إلى مقعده في عالم الكتابة قبل أن يقوم الكاتب من مقامه، وهو كذلك ما دامت قريحة الكتابة تتفجر وتنهمر، حتى إذا جفت شاعرية النص، وانقطعت الرسائل، وما عاد الكاتب يكتب، صاح من كانت تأتيه الرسائل من بشر وأشياء قائلا: /مالي لا أرى الهدهد/.
وفي السياق ذاته يقول: “الهدهد في مخيلتي طائر الرسائل، يلقي بها في بلاط الروح أو في مكان ما لا أعرفه، يحوم قاب قوسين أو أدنى، يشي لي برسالة لأكتبها لأحدهم أو لشيء ما، يأتيني بالخبر اليقين عنهم وعني، وكلما تأخر حضوره قلت: /مالي لا أرى الهدهد/.
ويضيف: “الكتابة ليست إلا رحلة بحث في عالم جديد، عالم من الفكر والحسّ والروح، هي مسٌّ يصيب أحدهم، شغف عتيق عالق في امتداد الزمان، يمضي بصاحبه في سكك مجهولة لم يزرها من قبل، سكك قابعة في خياله وفي عوالم الكتب والمعرفة وكل ما هو إنساني، يتقاطع الكاتب بالكتابة مع الزمان والمكان، فما هي إلا أداة تفكير، يبتكر لها الأساليب وينتهج فيها القوالب الأدبية، لذا يكتب في الرواية أو القصة القصيرة أو الشعر أو قصيدة النثر، أو ربما في أدب الرسائل”.
ولأجل الكتابة وخصائص حضورها في هذا السياق يوضح الكاتب سلطان ثاني البحري: “لم يحظ أدب الرسائل بما يحظى به باقي صنوف الأدب من اهتمام وتسليط الضوء، أو من شغف الكتّاب للكتابة فيه، لكنني وحين جربت أن أكتب تلك الأفكار التي تراودني والأحاسيس التي تلامس قلبي والروح وجدتني أكتب الرسائل، أرسلها لبشر تارة، لأماكن تارة، للروح، للظل، للصوت، “لسلوت”، ولأشياء كثيرة محسوسة وملموسة، ووجدتني في انعكاساتها، وجزءا منها، أندمج فيها، أعيش تفاصيلها، وأتيقن ملامحها، لذا كتبت لها الرسائل بشغف، وأرسلتها مع الهدهد، وانتظرت أن يأتيني بالجواب، وأنا على يقين أن الهدهد ومن عهد سليمان عليه السلام لا يخون، يأتي بالخبر اليقين دائما”.
/العمانية/
خ م ي س