ورد في الصحيحين عن الخليفة عمر بن الخطاب سلام الله عليه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه)، قرآن واحد بأوجه مختلفة في القراءة، عددها عشر قراءات.
والقراءة هي أوجه من وجوه النطق يختص بها أحد الأئمة، مخالفاً غيره في طريقة نطق الحروف، مع الاتفاق في الأصل، (أقرأني جبريل على حرفٍ فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)، وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم يرسل الصحابة إلى الأمصار ليعلّموا الناس القرآن وأحكامه، بدورهم، كان الصحابة يعلمون المسلمين القرآن الكريم، بما حفظوه عن النبي الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم، باختلاف الأوجه، ولذلك اختلفت القراءات من بلدٍ إلى آخر، حسب قراءة الصحابي الذي علّمهم، ففي فاتحة الكتاب على سبيل المثال، كان هناك من يقرأ (ملك يوم الدين)، فيما يقرأ آخرون، (مالك يوم الدين)، وكان المسلمون يقرؤون ما تعلموه دون أن ينكر أحد منهم على الآخر، بالتالي تفرعت عن القراءات روايات لها أوجه متنوعة.
من هنا، نُقلت القراءات العشر عن الأئمة الذين أتقنوا قراءة القرآن وترتيله، فمثلاً انتشرت في شمال إفريقيا، قراءة الإمام نافع المدني (نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم الليثي الكناني مولى جعونة بن شعوب الليثي الكناني، الإمام حبر القرآن وأحد القراء العشرة 689 م – 785م)، الذي روى عنه الإمامان ورش(أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان 728م – 812م)، وقالون (عيسى بن مينا بن وردان بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي مولى بني زهرة 738م – 835م)، وفي جنوب الجزيرة العربية والسودان اعتمدت قراءة الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري (أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني العمروي التميمي ؛ أحد القراء السبعة، وشيخ العربية والقراءة 689م – 770م)، الذي روى عنه الإمامان الدوري (حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان بن عدي بن صهبان الدوري الأزدي البغدادي النحوي المقرئ الضرير 150 هـ – 246 هـ)، والسوسي (أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح الرستبي السوسي الرقي)، وتعد قراءة عاصم الكوفي (عاصم بن أبي النُّجُود 700 م – 745 م)، الأكثر انتشاراً في العالم، وقد روى عنه الإمامان شعبة (الحافظ شعبة بن الحجاج 702م – 777م)، وحفص (أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة بن البزاز الأسدي الكوفي 709 – 796م)، وهناك أيضاً قراءة حمزة الزيات الكوفي (حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكُوفيُّ 699م – 772م)، الذي روى عنه الإمامان خلف (خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي 150 هـ – 229 هـ) وخلاد (خلاد بن خالد الشيبانى الصيرفي الكوفي 129 هـ)، حيث تتميز قراءته بالإمالة، بالتالي، انتشرت هذه القراءات بين عامّة المسلمين، بينما ظلت بقية القراءات حكراً على العلماء والقرّاء، مثل قراءة عبدالله بن كثير (عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زادان بن فيروز بن هرمز 45 هـ – 120 هـ)، وقراءة عبدالله بن عامر الشامي (عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي 21 هـ – 118 هـ)، وقراءة أبي الحسن الكسائي الكوفي (أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي الكسائي الكوفي 119 هـ – 189 هـ)، وقراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني (130 هـ)، وقراءة يعقوب الحضرمي البصري (يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري 117 هـ – 205 هـ)، وقراءة خلف بن هشام (خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي (150 هـ – 229 هـ)، لتبقى القراءات شاهدة على اختلاف الألسن والتعدد في الإسلام، ودليلاً واضحاً على أن الإسلام دين يُسر ورحمة واختلاف.
الجدير بالذكر أن القراءة بالإمالة تعني، قراءة القارئ الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء، وتقسم إلى كبرى وصغرى.
أنواع القراءات
أولاً، المتواتر: وهو النوع الغالب في القراءات وهو ما تم نقله من قبل الجمع الذي من الصعب تكذيبهم.
ثانياً، المشهور: وهي تلك القراءة التي صحت سندها ولكنه من القراءات التي لم تبلغ المتواتر ولا يجوز إنكار شيء منه.
ثالثاً، ما صح سنده ولكنه خالف في الوقت نفسه العربية والرسم وهذا النوع لا يتم القراءة به ولا يتم اعتماده.
رابعاً، وهو ذلك النوع الشاذ والذي لم يصح سنده وقد وردت عنه الكثير من الروايات.
خامساً، وهو النوع الموضوع وهو ما تم نسبه إلى الشخص الذي قاله ولكن بدون أي سند صحيح والتي من بينها القراءات التي قد جمعها محمد جعفر الخزاعي (أبو الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل الخزاعي الجرجاني أحد قراء القرآن في القرن الثالث الهجري، ومن المؤلفين الكبار في علم القراءات).
سادساً، وهو ذلك النوع الذي يشبه بشكل كبير المدرج من الأنواع التي تخص الحديث وهو ما تم زيادته في القراءات على التفسير والتي من بينها القراءة الخاصة بـ سعد بن أبي وقاص حيث يؤكد البعض أن من أتبع تلك القراءة عمل على إدخال التفسير من أجل الإيضاح خلال القراءة.
وهل هناك أجمل من أن يعيش الإنسان مع القرآن الكريم، قراءةً وتدبّراً وتأمّلاً وتنفيذاً، قال تعالى: (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)، ونفهم من ذلك أن أول وظيفة للقرآن الكريم هي تلاوته فهو الذي يجمع بين علم القراءات وتوجيهها، وكما ذكرنا آنفاً أن هو علم القراءات هو علم يُعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً، وأما الفائدة من ذلك هي العصمة من الخطأ في النطق بالكلمات القرآنية، وصيانتها من التحريف والتغيير، والعلم بما يقرأ به كل إمام من أئمة القراءة، والتمييز بين ما يقرأ به وما لا يقرأ به، ولتعلق هذا العلم بالقرآن الكريم فهو من أشرف العلوم.
الجدير بالذكر أن كل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة، مما أجمع عليه الرواة عنه، فهو قراءة، وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية، وكل ما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق، مثل إثبات البسملة بين السورتين، فهي قراءة ابن كثير، ورواية قالون عـن نافع وطريق الأزرق عن ورش، وهكذا، وهذا الخلاف واجب فهو عين القراءات والروايات والطرق، بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها عند تلقي القراءة، فلو أخلّ بشيء منها عدّ ذلك نقص في روايته، وأما الخلاف الجائز، فهو خلاف الأوجه التي على سبيل التخيير، كأوجه الوقف على عارض السكون، فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها، فلو أتى بوجه واحد منها أجزأه، ولا يعتبر ذلك نقصاً في روايته، ويُقال لهذه الأوجه، أوجه دراية فقط.
ماذا عن شروط القراءة الصحيحة؟
يُشترط في القراءة الصحيحة أن يجتمع فيها ثلاثة أركان:
الركن الأول، أن توافق اللغة العربية بوجه من الوجوه، سواء أكان أفصح أم فصيحاً، مجتمعاً عليه أم مختلفاً فيه مع قوته.
الركن الثاني، أن تكون موافقة لرسم أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً مثل قراءة ابن عامر.
الركن الثالث، التواتر: وهو أن يروي القراءة جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم، وهكذا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدون انقطاع في السند، وهنا يرى ابن الجزري (أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري 751 هـ – 833 هـ) أن الشرط الثالث هو صحة السند بأن يروي القراءة العدل الضابط عن مثله من أول السند إلى آخره حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتكون القراءة مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن.
بالتالي، قام العلماء بتقسيم القراءات القرآنية إلى قسمين أساسيين وهما القراءات الصحيحة، والقراءات الشاذة، ففي القراءات الصحيحة فهي التي يتوافر فيها ثالث شروط وهي: الأول أن تتوافق القراءة وجهاً من وجوه اللغة العربية ويكون صحيحاً من الناحية النحوية، والثاني أن تتوافق القراءة برسم المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان، والثالث أن يتم نقلها إلينا بشكل متواتر أو بسند صحيح ومشهور كما ذكرنا أنفاً، فأي قراءة تتوافر فيها تلك الشروط تكون قراءة صحيحة حسب ما أقّره العلماء بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم وهي (كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالاً، وتواتر سندها، فهي القراءة الصحيحة)، أّما القراءات الشاذة وغير الصحيحة هي التي يختّل فيها أحد الشروط السابق ذكرها، فمثلاً التي تخالف رسم المصحف العثماني تسمى بالقراءات التفسيرية على الرغم من تحقق شرطين، وقال العلماء أن المقصد من القراءة الشاذة هي تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، واتفق العلماء على رأي واحد وهو أن ما وراء القراءات العشر، قراءات شاذة غير متواترة لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصّح الصلاة بها والتعبد بتلاوتها، ولكنهم قالوا أّنه يجوز تعّلمها وتعليمها وتدوينها، والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر هم عشر قراءات قام بنقلها إلينا مجموعة من أئّمة القرآن الكريم، السابق ذكرهم.
وعن الأحرف السبعة التي هي أصل كلام العرب، ويعني الطرف والجانب، واصطلاحاً يعني سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات أنزل بها القرآن الكريم، حيث دلت النصوص على أن مراد الأحرف السبعة بأنها اللهجات التي نزل بها القرآن، الجدير بالذكر هنا أن الأحرف السبع ليست هي القراءات السبع التي يعتقدها البعض، وتنفع فائدة وأهمية الأحرف السبعة في النواحي اللغوية والعلمية المتعددة كإظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها، وكل الكتب السماوية التي سبقت القرآن الكريم نزلت بلسانٍ واحد، والقرآن الكريم نزل بألسنٍ سبعة.
بالتالي، إن اهتمام العرب باللغة قديم خاصة بعدما انتشر الإسلام، إذ اختلطت لغات العرب باللغات الأخرى، إذ أن مسائل اللغة قد نقلت لنا لغات العرب ولهجاتهم؛ ذلك لأن القرآن الكريم ضمّ هذه اللغات واللهجات ليظل شاهداً خالداً عليها، مثلاً مخارج الحروف وصفاتها وأنواعها كما وردت عند علماء العربية القدامى، وصفة الهمزة ومخرجها، حيث كان لنطق الهمزة عند العرب صور احتفظت بها القراءات القرآنية. إذ من المعلوم أنهم اختلفوا في تحقيقها وتسهيلها. فالقبائل التي اشتهرت بتحقيقها، هي القبائل التي سكنت وسط جزيرة العرب وشرقيها كتميم وما جاورها، أما التي سكنت شمال الجزيرة وغربيها فلم تهمز في كلامها، وإنما مالت إلى حذفها وتخفيفها، إضافة إلى أثر اللهجات عند علماء العربية هي اللغة، كلغة تميم ولغة هذيل ولغة طيء، بالتالي، القرآن أنزل بأوجه متعددة رحمة وتيسيراً للمسلمين، وكذلك لتسهيل القراءة على القبائل العربية في ذلك الوقت لما كانت لغات العرب تختلف من قبيلة إلى قبيلة في كيفية النطق بالأحرف العربية، والإمالات كما في قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر، وترقيق حرف الراء كما في رواية ورش عن نافع، وتحقيق الهمزات كما في باقي القراءات منها الرواية المشهورة وهي حفص عن عاصم، فلذلك رخص لهم القراءة بالأحرف السبعة لتوافق لهجاتهم وتكون سهلة عليهم.
بالتالي، إن المشتغلين بالقرآن الكريم وتفسيره كثيرون في الأمة العربية والإسلامية والحمد لله، وهم متفرقون في العالم، وإن من أبرز القراء المتقنين للقرآن وقراءاته في هذا العصر الشيخ عبد الفتاح القاضي، والقارئة أم السعد فقد كانا يدرسان القراءات العشر ويجيزان بها، وإن من أبرز علماء التفسير في العصر الحديث، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ الشعراوي، وكان للدكتورة، عائشة عبد الرحمن “بنت الشاطئ” إسهام في التفسير، وهذا يعني أن العلماء التي خصصت الوقت والجهد الكبيرين، قطعت الطريق على كل من يشكك في القرآن الكريم، فقد اهتم العلماء بعلم القراءات وفي مقدمتهم، الإمام الشاطبي وابن الجزري، منذ تلقيهم القراءات مشافهةً ثم التدوين والإسناد الصحيح، ولله الحمد أكرمين الله تبارك وتعالى، بأربعة علماء أجازوني في “القراءات العشر”.
كما أن الاهتمام بالقراءات العشر، يفوّت الفرصة على كل مستشرق مشكك بالقرآن الكريم، أو غُلاة العلمانيين، وكذلك الملاحدة، لأن من يقرأ ولديه بصيرة ولو شيء بسيط في علم القراءات، سيرى القواعد والأسس العلمية، والتي على إثرها أقيمت جامعات متخصصة في كل مكان في العالم الإسلامي، من المملكة العربية السعودية إلى باكستان وصولاً إلى ماليزيا، وتركيا، وحتى الهند، إلى سوريا (دمشق)، وبالطبع مصر، ولا تزال الأبحاث والدراسات مستمرة في هذا العلم بغية الاستزادة من بحوره الواسعة، وهذا العلم دائم الاعتناء من طلبة العلم حول العالم، ووجود علماء كبار متخصصين فيه، إذ نجد مجلدات كثيرة تحدثت عن هذا العلم نظراً لأهميته، وما قمت به لا يتسع المقام لذكره لكنه يفتح نافدة على علم القراءات العشر، بحيث يصل إلى الناس بطريقة مبسطة والأهم يكون لديهم شغف للتوسع وفهم مآخذ ومدارك هذا العلم الجليل، وما هذا إلا فن واحد من فنون علوم القرآن الكريم الذي فيه مئات التصانيف المتخصصة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لدينا الإمام الشاطبي، أبو اسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي، وتعود شهرته إلى منظومته “جرز الأماني ووجه التهاني” في القراءات السبع، جمع ناظمه ما تواتر عن القرّاء السبعة، ومتن الشاطبية ذلك النظم المدهش نجد الشاطبي لم يكتفِ بالقراءات فحسب، بل ضمن منظمته العديد من الفوائد النحوية واللغوية والإرشادات الوعظية، والإقتباسات الحديثة، الشاطبية قصيدة لاميه اختصرت كتاب (التيسير في القراءات السبع) للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة (444هـ)، وقد لقيت إقبالاً منقطع النظير، ولا يزال حتى الآن هذا العمدة لمن يريد إتقان القراءات السبع، وظلت موضع اهتمام العلماء منذ أن نظمها الشاطبي رواية وأداءً، كذلك الإمام ابن الجزري، أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف (1350م)، شيخ شيوخ القرّاء الإمام الحافظ وسند المقرئين، صاحب التصانيف التي لم يسبق مثلها، بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات، الذي اتجه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً بمضمن كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع.
ورغم الهجمة الممنهجة على الإسلام، إلا أن الإقبال كبير على نهل العلوم الإسلامية وهناك دول كثيرة حاضنة للعلماء المسلمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وباكستان ونجدهم في أفريقيا ودول المغرب العربي وكل العالم الإسلامي، حتى في دولة الكويت، لدينا دور القرآن والمبرّات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتجد فيها اهتمام بطلبة العلم وعلوم القرآن وطباعة كتبه المتخصصة، من خلال المكتبة الكويتية تحديداً ودور النشر الكويتية تزخر بهذا المجال تحديداً دون مبالغة.
من هنا، لم يلقَ كتاب في تاريخ الإنسانية ما لقيه القرآن الكريم من عناية واهتمام، إنه كتاب البشرية جمعاء على مر العصور، فالقراءات لم تكن إلا لغاية سامية، كـ كمال الإعجاز، وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز. وبيان ذلك أن كل قراءة بمنزلة الآية، وتنوع اللفظ بكلمة واحدة تقوم مقام عدة آيات، قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فهذا العلم بحر واسع يحتاج الوقت الكثير لسرد كل تفصيلٍ فيه، وحاولت جاهداً أن ألخص ما تيسّر لتعم الفائدة عموماً، على أن أتوسع مستقبلاً بشيءٍ من التفصيل، وأتمنى على علماء الأمة اليوم، القراءة اليوم بكل أنواع القراءات لتعم الفائدة، فمن يركز في كلام الله تبارك وتعالى سيحب القراءة بأي لهجة أو إمالة كانت، من باب إحياء تراثنا الجميل، فهذا الموروث تعب به الأقدمين، وواجبنا إحياء إرثهم في مساجدنا ومجالسنا من رد الجميل لما قاموا به من مجهود كان خير زاد لعباد المسلمين.
عبدالعزيز بن بدر القطان / كاتب ومفكر – الكويت.