الجزائر، في 4 يناير/ العمانية / تتسم أعمال التشكيليّ الجزائري عمر بن زين بالأصالة
والإبهار؛ بالنظر للقيم الجمالية والفنيّة فيها والتي استمدّها الفنانُ من التراث الجزائري
بتجلياته الإسلامية والعربية والأمازيغية.
وتعود جذور تجربة هذا الفنان، وولعُه بفن الزخرفة على السيراميك، إلى احتكاكه بعدد
من الفنانين بغاليري عائشة حداد بالجزائر العاصمة، فضلاً عن خضوعه للتدريب في فن
السيراميك لعامين.
ويقول بن زين لوكالة الأنباء العمانية، إنّ أعماله تحاول الخروج عن المألوف، سواء
عبر التقنيات المستعملة أو الأدوات، أو حتى الألوان والأشكال التي يُجسّدها على أواني
السيراميك.
ويقوم الفنان بالرسم على أواني السيراميك باستعمال ألوان الزجاج، والحاصر والبارز؛
وهي مادة خاصة بالزجاج تُستخدم لحصر الألوان وإبراز الأشكال التي يرغب في رسمها.
وهو يعتمد في أعماله على كلّ ما يُمثّله الموروث المادي التقليدي، سواء تعلّق الأمر
بالزربية التقليدية، أو الزخرفة الإسلامية النباتية والهندسية التي تُترجمها المصنوعات
الخزفية والفخارية، العربية والبربرية، فضلاً عن اعتماده على الخط العربي.
ويُشير بن زين إلى أنّ الكثير من أعماله تنطلق من العفوية، لكنّه يعمدُ، في بعض
الأحيان، إلى تطبيق أسلوب تفاوت الدرجات اللّونيّة، بما يُحقّق الانسجام في العمل الفنّي.
ويختار هذا الفنان أواني السيراميك بيضاء اللّون، والتي يقتنيها جاهزةً للرسم، كما يستخدم
أواني السيراميك سوداء اللّون، شرط ألّا تكون لامعة، وهو لا يستعمل في رسم الأشكال
الورق الشفاف أو الورق الكربوني، وإنّما يعتمد، بشكل أساسي، على تقسيم مساحة الرسم
بالعين المجرّدة، وهو الأمر الذي تشكّل لديه بفعل الخبرة، كما يعتمد على إحساسه، سواء
في اختيار النماذج أو الألوان.
ويُرجع هذا الفنان نجاحه في الرسم على أواني السيراميك إلى التشجيع الذي وجدها خلال
المعارض التي نظّمها بمؤسّسة فنون وثقافة بالجزائر العاصمة، إذ ساعدته تلك التجربة
في الاحتكاك بالجمهور، وكشفت له مكامن الخصوصية في أعماله وأسلوبه الفني.
/العمانية /178