السؤال الموضح بعنوان المقال حدثني به أكثر من شخ. ص ، حيث نلاحظ إنتشار الصور والفيديوهات بشكل لافت على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي للطلبة المجيدين وأصحاب القدرات الذهنية والتفوق العلمي ، ونلاحظ المبالغة في الإحتفالية ، لا اعتراض في الأمر ، ولكن يجب أن تكون هناك مراعاة لعدة نقاط تربوية مهمة.
أولًا : بالنسبة للطبلة الأقل قدرة واستيعاب تكون ردة الفعل سلبية ، فكم من حالة ذكرت لي بأن أبنه أو أبنته لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة بسبب عدم وجود صورهم بتلك المنشورات ، فهم يحاولون أن يكونوا مثلهم ، ولكن هذا ما وهبهم الله من قدرات عقلية وذهنية .
ثانيا: مع تطور العلوم ومهارات القرن الواحد والعشرون ظهر ما يسمى بالذكاء المتعدد، وكم من طالب مستواه العلمي عال جدًا ولكن لا يمكن الاعتماد عليه اجتماعيًا أو في غيرها من مجالات الحياة ، فلابد للمعلمين أن يراعوا جميع أشكال الذكاء لدى الطلبة ولا يحصرونها في التفوق العلمي فقط. ولا يسعني المقال من ذكر العديد من الشخصيات الناجحة عالميًا ومحليًا والتي لم تتفوق في تحصيلها الدراسي!
كما أن المعلم هو المكون الرئيس في أية خطة تعالج الفروق الفردية ، والمشكلة في بعض مؤسساتنا التعليمية لم تراعي بعد الفروق الفردية واختلاف الذكاء للطلبة، فالطلبة نظنهم سواءً في المهارات العقلية من تذكر وحفظ وفهم، ولا نفرق بينهم في النواحي العقلية اعتقادًا منا أن هذا هو العدل بعينه .. والصحيح أننا عندما نتعامل بهذه الطريقة و نتبع هذا الأسلوب فإننا نظلمهم .. وعليه فمن الضروري مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة في العملية التعليمية، وعلى المعلم أن لا يبالغ في ظهور الطلبة المتفوقين في النتائج والدرجات التحصيلة العالية من باب مراعاة شعور زملائهم تجنبًا لردات فعل سلبية وندخلهم في عالم التذمر والزيادة في نزول المستوى والتحصيل العلمي ، كما نتجنب دخول صفة الحسد والتنمر والاساءة ضد الطلبة المتفوقين من قبل زملائهم. كما لابد أن يراعي التربوي ذكاءات الطلاب المختلفة فالعصر الحالي هو عصر المهارة والابتكار وزيادة الأعمال لا المؤهل العلمي فحسب.
إن المبالغة في التكريم بهذه الطريفة وبهذه الكيفية من وجهت نظري غير مثالية من حيث التعزيز ، ولا تحقق العدالة بين الطلبة في تكريمهم ، كما أنها قد تثير جوًا من التشاحن والتباغظ بين الطلبة كما أسلفت داخل الفصل الواحد .. الموضوع جدًا مهم وبحاجة إلى إعادة نظر من قبل التربويين إذا ما أرادوا أن يجعلوا من الطالب الضعيف طالبًا متفوقًا .. وأكرر السؤال المطروح ( التكريم المدرسي .. هل يحقق الهدف التربوي ؟ ).
خليفة البلوشي