بعد مضي يوم من كتابة تقرير الحدث الهام للنشر في شبكة دبا الإعلامية والذي نظم في ولاية دبا وفي غمرة ممارستي لعادتي العتيقة المتمثلة في الإستمتاع بردات الفعل للأحداث المشارك فيها يأتي ذلك الكيان العظيم ليسرد تماما ما كنت كتبته بالأمس وحينها فعلا كانت الصدمة!
إن الممارس الحقيقي للعمل الإعلامي المهني يدرك تماما قيمة ما يقدمه من قيمة مضافة للجمهور تساهم في توسيع مدركاته ومعارفه وبناء القيم فيه وليس دوره مجردا في نقل مكون خبري على شاكلة مادة مرئية أو سرد صوتي أو كتابي ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ماذا سيصبح حال المنتج الإعلامي في المواقع الإخبارية لو كانت تصدر ذات النسخة ولا اريد أن أكون مثاليا فالواقع يقول أن الإعلاميين والمواقع الإخبارية الآن (على قد من يشيل) وهذا طبيعي في ظل الأدوات التقنية الحديثة التي توفرت بالمجان وفي ذات الوقت لم تتوسع دائرة المنتجات الإعلامية الحقيقية وإنما العمل يجري بنمط (كوبي بست)!
في خضم ذلك الواقع المنظم ظاهريا والفوضوي في باطنه حري بمن هو قائم على هندسة العمل الإعلامي لدينا أن يسعى إلى محاربة – ما اسميها بصيغة لطيفة – الإستعارات الخبرية التي تبخس حق من تعب في إصدار منتجه الجيد والذي لا يأتي بمجرد امتلاك (الآيفون) الجديد مثلا أو كاميرا من نوع (كانون فل أوبشن) بل يكون بمهارات وخبرات تم اكتسابها من الممارسات الإعلامية المتعددة وهنا تبرز قيمة الشخصية الإعلامية الحقيقية.
الإعلامي الحقيقي هو من يدرك أن أثره الحقيقي يتمثل في ما يقدمه على المدى الطويل من مواد خبرية وفق ما يمتلكه من مهارات ولا يتنافى ذلك مع حقيقة أننا نعيش في عالم معرفي مفتوح ولكن من السذاجة أن يتم الإعتقاد بأن عدم إضفاء الإعلامي للمساته الخاصة في منتجه سيكون مجديا على المدى الأوسع وفي الجانب الآخر فإن البعض ممن انخرط في العمل الإعلامي يلام أيضا في أنه لم يطبق المثل القائل (احفظ مالك ولا تتهم جارك).
كنت مستمعا إلى محاضرة للأستاذ سليمان المعمري في النسخة الماضية من معرض مسقط الدولي للكتاب والذي تحدث فيها حول الملكية الفكرية والسرقات المتداولة هنا وهناك وكنت اظن أننا وصلنا إلى مرحلة محاربة سرقة الأفكار التي تحتاج إلى قدرة محقق مثل (شارلوك هولمز) ولكن الواقع يقول أن المتابع البسيط للمنصات الخبرية لدينا يستطيع تمييز (الهزيل من السمين) وبأنه لم نصل بعد لتلك المرحلة العميقة وآخر مؤشر لذلك ما شهدته من ذلك الكيان العظيم وفعلا لقد كانت الصدمة.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
٣ فبراير ٢٠٢٢ م