– مسعود العبدلي: طموحات الفريق لا تتوقف ونطمح لتحويل الأسر المعوزة إلى منتجة
يقترب فريق منح للأعمال الخيرية من إكمال عشرين عاما من مسيرته الحافلة بالخير لأبناء الولاية والداعمة لمئات الأسر المعسرة وآلاف الأيتام منذ انطلاق فكرة العمل الخيري وتدرّجها للوصول إلى فريق منح للأعمال الخيرية، حيث حقق الفريق قفزات نوعية كبيرة في مستوى الخدمات والأنشطة التي يقدّمها للمستحقين منذ انبثاق فكرة تأسيس الفريق مع دخول الألفية الجديدة وإلى إشهاره بمسمى جمعية منح للأعمال الخيرية في العام 2007 واعتماده رسميًا لدى وزارة التنمية الاجتماعية في العام 2013 بمسماه الحالي فريق منح للأعمال الخيرية.
للوقوف عن قرب على مسيرة الفريق وأنشطته وجّهت إدارة الفريق الدعوة لنا لمعايشة العمل اليومي واستعراض أنشطة وإنجازات الفريق حيث أسهب مسعود بن عبدالله العبدلي رئيس الفريق في الحديث عن آلية العمل والآفاق المستقبلية وموارد الفريق ومصاريفه وأهم ما يقدّمه للمجتمع حيث جاء هذا الحوار:
تعزيز قيم التكافل
في البداية تحدّث رئيس الفريق عن أهداف الفريق الخيري فقال: تتمثل هذه الأهداف في تعزيز القيم والمبادئ الإسلامية وتنمية الوعي الاجتماعي وتحقيق مبادئ التعاون والمحبة والتكافل الاجتماعي والترابط الأسري بين أفراد المجتمع؛ كما يعمل الفريق على تقديم الإعانات والمساعدات النقدية والعينية للأسر المحتاجة وتشجيع المجتمع على الاهتمام بالمساجد والقرآن الكريم وعلومه وكذلك المساهمة في تطوير المجتمع والنهوض والارتقاء بالعمل التطوعي ودعم مفهوم المواطنة الصالحة والانتماء للوطن والتعاون مع الجمعيات الخيرية؛ وتتحقق هذه الأهداف من خلال رؤية الفريق ورسالته حيث نسعى للتميز والريادة في العمل الخيري والتطوعي وتحقيق التكافل الاجتماعي وفق أرقى معايير الجودة الشاملة والأداء المؤسسي وتحقيق مبادئ التعاون والحب والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وإدخال البهجة والسرور في قلوب المعوزين، مع الارتقاء بالخدمات المقدّمة لهم.
الفكرة والتأسيس:
وتابع أن الفكرة قديمة وكانت هناك مبادرات من الأهالي في قرى الولاية لعمل ما يشبه صندوق خيري تطوعي يتم الصرف منه لبعض المناسبات من باب التكافل ورفع الحرج عن المعوزين وتبلورت فكرة تجميع هذه المبادرات في مبادرة عامة للولاية فتم تأسيس جمعية أم الفقير للأعمال الخيرية مع بدايات الألفية وجاء اشتقاق الاسم من خلال أحد الأسماء القديمة للولاية كونها تضم أراضي خصبة كانت ملاذاً للفقراء في السابق حيث يجدون ضالتهم من خلال العمل في المزارع الأمر الذي يغنيهم عن السؤال فأطلق على الولاية قديماً “أم الفقير” وفي العام 2005 كان للجمعية نشاط ملحوظ توفّرت له عوامل النجاح من كوادر متطوّعة ومبادرات ومساهمات من أصحاب الأيادي البيضاء وفي عام 2007 تم تقديم طلب رسمي لإشهار الجمعية بمسمى جمعية منح للأعمال الخيرية وفي عام 2013 تم اعتماد المسمى الحالي فريق منح للأعمال الخيرية ليتوافق مع الأنظمة المعمول بها بوزارة التنمية الاجتماعية.
آلية عمل الفريق
وتحدّث العبدلي عن آلية عمل الفريق فقال: هدفنا الأساسي هو التركيز على الأسر المعوزة والمحتاجة وتحسين الخدمات المقدّمة لها من خلال العديد من المبادرات والبرامج حيث يمثل هذا المجال قرابة 80% من نشاط الفريق إجمالاً كما نسعى لتحسين البيئة والصحة والتعليم بالولاية من خلال دعم المبادرات والأنشطة الأهلية كالمراكز العلمية ومراكز تحفيظ القرآن والقطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات البلدية، كما أن للفريق مساهمة في المشروعات التنموية بقرى الولاية حيث ندعم المشروعات الخاصة بقرية معينة بنسبة 10% من التكاليف بينما يتكفّل الفريق بتنفيذ المشروعات التي تكون لها فائدة عامة للولاية كتحسين الأسواق وتصريف مياه الأمطار وغيرها.
موارد ومصروفات
وتطرّق العبدلي في الحديث إلى مصروفات الفريق حسب آخر إحصائية تم نشرها فقال خلال العام المنصرم بلغت إجمالي المصروفات 557.191 ألف ريال عماني توزّعت في عدة مصارف جاء على رأسها كفالة أسرة حيث نقدّم مساعدات شهرية لـ ” 290″ أسرة بمبلغ وصل إلى 212.788 ألف ريال عماني في العام 2021 ثم بند كفالة يتيم الذي صُرف له مبلغ 100.957 ألف ريال عماني موزعة على 278 يتيما من الولاية وخارجها وهناك بند مساعدات الكوارث والأنواء المناخية حيث تم صرف 53.930 ألف ريال عماني خلال العام عبارة عن مساعدات متنوعة وهناك بند الكفارات التي توزّع وفق الشريعة ونقوم بتوزيعها كل شهرين واستفاد منها 4888 فرد بمبلغ 9775 ريال عماني بالإضافة إلى بنود أخرى كخدمة المجتمع والصدقة المخصوصة وزكاة الفطر ومشروع الأضاحي والمساعدات العاجلة ومشروعات الأسر المنتجة وكفالة طلبة العلم وغيرها كما أن هناك مبادرة تم إطلاقها خلال العام الفائت وهي مشروع “حجرات” عبارة عن بناء مساكن للأسر الأكثر تضرراً بمبلغ 30 ألف ريال عماني لكل مبنى إذ يوشك المبنى الأول على الاكتمال ومن المتوقع تسليمه للمستحق قبيل بداية شهر رمضان والمشروع الثاني في طور البناء بينما المشروع الثالث تم إقراره وبانتظار طرحه للمناقصة قريبًا وفي هذه المشروعات يتم التنسيق مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لتسهيل إجراءات الحصول على الأراضي في حالة عدم وجود أراضٍ مخصصة للمستحق للمساعدة؛ كما كان للفريق دور في جائحة كورونا من خلال مساعدات المعسرين ومبادرة شفاء بالتنسيق مع مركز منح الصحي ودعم مستشفى نزوى المرجعي بمواد طبية وصحية.
أما بالنسبة لموارد الفريق فقد بلغت 661.616 ألف ريال عماني حيث تتنوّع بين عدة مصادر على رأسها الوارد المتغير وهو عبارة عن مساهمات رجال الخير بالولاية وعموم سلطنة عمان حيث بلغت إيرادات هذا البند 565.818 ألف ريال عماني وهناك إيراد من المشروعات الاستثمارية التي يمتلكها الفريق وهي عبارة عن عقارات تجارية سكنية تسهم بمبلغ 44.828 ألف ريال عماني ومبالغ التحويلات الثابتة من الأعضاء؛ رفدت ميزانية الفريق بـ 41.712 ألف ريال بالإضافة إلى بنود أخرى كالكفارات والصدقات المخصوصة وغيرها.
طموحات مستقبلية
في ختام الحديث ينتقل العبدلي ليوضح طموحات مجلس الإدارة والأعضاء فقال: طموحاتنا ليس لها حدود حيث نطمح للأفضل دائماً وهناك بند في موازنة الفريق تم تخصيصه للمشروعات والاستثمار حيث نخطط لإنشاء مركز تجاري متكامل بالولاية يستوعب مجموعة من أبناء الأسر المعسرة يتيح لهم ممارسة عملهم والاستفادة من الفرصة التي نقدّمها لهم ليكون مصدر رزق دائم كما نطمح لتطوير هيكلة الفريق باستمرار وهمسة في أذن المسؤولين بأهمية دعم هذه الفرق الأهلية وحث قطاعات المجتمع والقطاع الخاص على تبني بعض الشروعات التي تفكّر الفرق الخيرية في تنفيذها وكلمة شكر أخيرة لعموم أهالي ولاية منح فهم لُحمة واحدة وتظهر معادنهم في وقت الشدائد.