تراجع القتال في مأرب و”التحالف” ينشر وحدات جديدة
عواصم “وكالات”: قُتل 32 جنديًا على الأقلّ وجُرح أكثر من مئة شخص في الأيام الثلاثة الأخيرة في شمال اليمن قرب الحدود مع السعودية في اشتباكات مع جماعة انصار الله، حسبما قالت مصادر عسكرية امس الثلاثاء.
ويشهد اليمن حربًا متواصلة منذ 2014 بين القوات الحكومية وانصار الله الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال اليمن وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء. وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم القوات الحكومية اعتبارًا من 2015.
وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قُتل 32 عسكريًا من القوات الحكومية بينهم أربعة ضباط، خلال هجوم السبت على منطقة حرض في محافظة حجّة، حسبما أكّدت مصادر عسكرية لوكالة فرانس برس.
وأسفر الهجوم أيضًا عن مئة جريح على الأقلّ في صفوف العسكريين، بحسب المصادر نفسها التي لفتت إلى أن المواجهات لا تزال مستمرّة حتى امس الثلاثاء.
ولقي 56 مقاتلًا من اصار الله حتفهم في المواجهات والغارات الجوية للتحالف، بحسب مسؤول عسكري حكومي. ومن النادر أن يُفصح انصار الله عن الخسائر في صفوفهم.
في المقابل، أفادت الجماعة عبر وكالة سبأ التابعة لهم عن “تسع غارات على محافظة حجة” مساء الإثنين.
وبحسب مصادر عسكرية، لم تتمكّن القوات الموالية للحكومة بعد من استعادة منطقة حرض لكنها تمكنت من تطويقها.
وكان التحالف بقيادة السعودية أعلن الشهر الماضي عن إطلاق عملية “حرية اليمن السعيد” على جميع الجبهات.
وجاء الإعلان بعدما تمكنت “ألوية العملاقة” وهي قوات موالية للحكومة اليمنية ، من استعادة مديريات في محافظة شبوة الاستراتيجية (وسط) من انصار الله في العاشر من يناير.
وكان تقدّم “ألوية العمالقة” في محافظة شبوة الغنية بالنفط ومحافظة مأرب المحاذية لها من جهة الشمال، سببا رئيسيا في مهاجمة انصار الله للإمارات الشهر الماضي.
ويحاول انصار الله منذ عام التقدم نحو مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، للسيطرة عليها ووضع أيديهم بذلك على كامل الشمال اليمني.
نشر وحدات
وقالت مصادر عسكرية وحكومية إن التحالف الذي تقوده السعودية نشر وحدات، جرى تشكيلها حديثا، بالقرب من مدينة مأرب اليمنية حيث خفت حدة المعارك. يأتي ذلك في الوقت الذي يحتفظ فيه الجانبان المتحاربان بمواقعهما في القتال من أجل السيطرة على المناطق الغنية بالطاقة وهو الأمر الذي أدى إلى أكبر تصعيد للحرب منذ سنوات.
وذكرت ثلاثة مصادر عسكرية أن لواء العمالقة والذي يضم مقاتلين من السلفيين الجنوبيين أوقف تقدمة في مأرب بعد اختراق حصار للانصار الله حول المدينة الرئيسية وتأمين الطريق إلى شبوة الغنية بالنفط في الجنوب.
وقال مصدران حكوميان إن التحالف نشر الأسبوع الماضي وحدات جديدة مؤلفة من مقاتلين من القبائل اليمنية في الشمال والسلفيين أُطلق عليها اسم “ألوية اليمن السعيد” بالقرب من مأرب في إطار إعادة هيكلة للقوات المحلية التي تقاتل انصار الله.
ولم يرد التحالف على طلب للتعليق. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوة ستمهد الطريق للمقاتلين الجنوبيين للعودة إلى مواقعهم على الساحل الغربي، بيد أنها تقوض سيطرة حزب الإصلاح الإسلامي الذي هيمن على الوحدات الموالية للتحالف في مأرب.
ولم يدخل اللواء الجديد مأرب حتى الآن لكنه يخوض قتالا ضد قوات انصار الله التي تسيطر على منطقة معبر حرض الحدودي بين اليمن والسعودية والذي تم إغلاقه منذ عام 2015 عندما تدخل التحالف في اليمن. وأودت الحرب في اليمن بحياة عشرات الالاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة.
هجمات بطائرات دون طيار
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة ضد انصار الله منذ 2015. وقد سحبت في 2019 قوّاتها.
وتعرّضت الامارات الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة شنها انصار الله، وفي هذا السياق، يزور قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي الإمارات حاليا.
وقال ماكينزي إن الزيارة تأتي “في سياق تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع الإمارات، والتأكيد على استمرار دعمها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأوضح ماكينزي في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الإمارات “نحن نعمل مع شركائنا في المنطقة.. لتطوير حلول من شأنها أن تتعامل مع الطائرات بدون طيار قبل أن يتم إطلاقها”، مشيرا إلى أن هذا النظام يهدف إلى “اكتشاف الطائرات بدون طيار والتعامل معها قبل إطلاقها”.
وأكد “أرسلنا المدمرة الصاروخية الموجهة يو إس إس كول التي تتمتع بقدرات دفاعية كبيرة ضد الصواريخ البالستية، وستقوم المدمرة بدوريات في مياه الإمارات، والعمل عن كثب مع الجانب الإماراتي لحماية الدولة”.
وأضاف ” كما سنرسل إلى الإمارات سربا من مقاتلات اف -22 المتطورة بعد أسبوع من الآن”.
ونجحت الإمارات في اعتراض وتدمير صاروخين، بمساعدة القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية قرب أبوظبي، في 24 من يناير الماضي.