يعتبر ارتباط المزارع العماني بأرضه من السمات المهمة التي تسهم في اهتمام الكثير من مواطني سلطنة عمان بالأرض وبالزراعة على وجه الخصوص حيث تجود الأرض العمانية بأنواع وأصناف من المحاصيل إلا أن بعض المحاصيل تشتهر بها ولايات دون أخرى وبهذه الولايات يوجد الكثير من المزارعين الحريصين على مواصلة الاهتمام بنوع معين من المزروعات، ويبرز القمح كواحد من أهم المحاصيل التي تجد العناية في محافظة الداخلية وبالخصوص ولايات نزوى وبهلا ومنح حيث يعد محصول القمح من المحاصيل الحقلية الغذائية المهمة في سلطنة عمان والتي يقبل المزارعون على زراعته بشكل كبير.
ومن النماذج المستمرة في زراعة القمح ويمتلك عطاء متواصلا وحضورا متميزا كل موسم المزارع عبدالرحمن بن أحمد العبري بمزرعته بقرية الغشيبة بولاية بهلا، حيث يهتم كثيرًا بالمحصول من خلال زيادة رقعة الأرض سنويًا حيث يتحدّث عن المحصول فيقول: أقوم بزراعة ما يقارب من ٣٥ فدانًا من الأصناف المحلية المحسنة التي توزعها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه كنوع من الدعم للمزارعين، وهذا العام قمت بزراعة صنفين من تقاوي القمح؛ وأضاف: إن هذه التقاوي لها بعض الصفات التي تميزها عن غيرها من الأصناف منها مقاومتها للآفات والأمراض الفطرية، وتتميز أيضا بغزارتها في الإنتاج الوفير كما أنها جيدة المذاق للخبز العماني.
وقال العبري: القمح من المحاصيل التي تجود بخير وفير لذلك فهو محصول ذو عائد مُجزٍ حيث يصل إنتاج الفدان الواحد من القمح إلى ما بين 1 – 1.4 طن ويبلغ متوسط سعر الطن الواحد 500 ريال، كما أن مزارعي وادي قريات عمومًا يهتمون بالعمليات الزراعية الإرشادية وكذلك اتباع البرامج والتوصيات المقدمة من المختصين بدائرة الثروة الزراعية بوادي قريات.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تُسهم كثيرًا بتقديم الدعم من خلال توفير التقاوي وآلات الحصاد الحديثة بالإضافة إلى أنه تم تجديد التعاقد مع شركة المطاحن العمانية لشراء محصول القمح من المزارعين مما يُسهم في تشجيعهم على الاستمرارية في زراعته حيث قُدّرت إنتاجية العام الماضي للمزارع من محصول القمح بالمحافظة بحوالي ٥٠ طنًا تم توريدها إلى شركة المطاحن العمانية بخلاف التسويق الداخلي ومن المتوقع أن يكون محصول هذا العام أكثر وفرة.