بدايات القصص ونهاياتها هي ما يستثير خيال الكاتب ليصور بما له من قدرة على السرد والتوصيف أحداث ما بين البداية والنهاية.
يقول المثل القديم العاقل: “خذ الرفيق قبل الطريق”، وحينما تقودك العناية الإلهية إلى طريق ممهد ورفيق وديع هادئ صادق مستقيم بعيد النظر، فتلك هي نهاية الرضاء وعظيم الرعاية.
وفي هذه المجموعة التي تتنوع قصصها في أساليبها وإيقاعاتها يقدم الكاتب “صلاح ذهني” صورة أدبية مصنوعة بحنكة ودراية، تحمل في طياتها حكايات أناس حقيقيين، خبروا الحياة بحلوها ومرها، أحبوا وعشقوا، تألَموا، جمعهم الفرح حيناً والحزن حيناً آخر، فرّقهم ما فرّقهم، وقاسوا الوحدة.
أملوا وتمنوا فوجدوا أو حرموا، عدلوا وظلموا، زلوا وثبتوا، نسوا وطاردتهم أشباح الذكريات، طاردوا الزمان بحثاً عن صفحات جديدة تقبلهم كما هم وتتسع لأحلامهم، وآخرون أصابهم الجنون لما سئموا هراءات العقلاء.
عن المؤلف، صلاح الدين ذهني، أديب وقصصي مصري، (1909 – 1953)، تب العديد من القصص، يُقال إنها بلغت أكثر من ثلاثمائة قصة قصيرة، وكان لصلاح ذهني إسهام في النقد، وخاض على صفحات الجرائد والمجلات معارك أدبية، لعل من أشهرها السجال الساخن بينه وبين “سيد قطب” حول أدب محمود تيمور ونجيب محفوظ.
عبدالعزيز بدر القطان.