شمعة محمد الهوتي هذه الفنانة والإنسانة العظيمة بقلبها الكبير وحبها الرقراق الذي تدره على جميع من حولها ، شمعة الجميلة في طلتها وحضورها ، شمعة المتواضعة التي ما إن طُلب منها صنيع إلا قالت لبيك وبدون مقابل ، هذه الانسانة التي نذرت حياتها للأعمال الخيرية ترجو ثواب الله ومحبته والقرب منه ، رحلت العزيزة الغالية على قلوبنا وهي خارج الوطن دون حتى أن تقول وداعاً ، وكأنها تقول سوف أكون حاضرة معكم وفيكم بأعمالي المشرفة الجميلة النزيهة في الوسط الفني وأعمالي الخيرية وتعاملي الراقي معكم ، كأنها تقول لن تكون روحي حاضرة معكم في رمضان القادم ، لكن أعمالي سوف تكون حاضرة وسوف ادخل بيوتكم كالمعتاد من خلال الشاشة العمانية والخليجية كما سمحتم لي ورحبتم بي دائما .
كان لقائي الأول بالمغفوره لها بإذن الله تعالى شمعة محمد في عمل درامي كإعلان لوزارة الشؤون الإجتماعية في تلك الفترة ، ثم جمعني معاها المسرح ، فكانت الراعية لأحد أعمالي المسرحية التي قمت بكتابتها وإخراجها وتمثيلها ، ومنها قامت بترشيحي لمسلسل من بطولتي ، لكن للأسف الشديد الشركة المنتجة انسحبت من السوق الفني العماني ، وقد جمعني بها مرة اخرى مسلسل حكاوي الأمثال ، وعمل فيديو كليب شاركتني فيه كان من إخراجي ، اذكر عندما دخلت علي موقع التصوير وهي في حلتها العمانية الجميلة باللباس العماني التراثي الأصيل وقالت ..( والله ياولدي يعقوب لما قالوا انه العمل تطوعي وأنك المخرج جيت وأنا متطمنه ومغمضه عيوني (رحمها الله كانت مبادرة لفعل الخير دائماً .
ما لا يعرفه الكثير عن الاستاذة النجمة الراحلة شمعة محمد إنها كانت من النساء الآتي يلقين المحاضرات الدينية في المجتمع العماني ، فكانت تجمع النساء في البيوت وتحاضرهن عند ما يتعلق بالدين والفضائل والقيم للمرأة المسلمة ، لم تكن في هذا الجانب تطلب الشهرة والعلانية إنما ارادة هذه الأعمال لوجه الله وحدة .
شمعة محمد كانت نبراس من العطاء ، فقد مدت يداها دائما لمن احتاجها ، اتذكر في إعصار جونو كنا أنا وهي نتنقل من ولاية العامرات إلى ولاية قريات لمساعدة المحتاجين والمنكوبين ، كما كانت تصعد معي على شاحنة الجيش البنزجاور لتوزيع المؤونة للمحتاجين لمن انقطعت عنهم السبل في المأكل والمشرب في عز الحر بالفترة الظهرية ، وقد سقطت مغشياً عليها عند وصولنا إلى قاعة الإمداد بمكتب الوالي من شدة الإرهاق والتعب .
لن ننساكِ ابدا ياأم الفنانيين شمعة محمد ، ولن ننسى عطاؤك وسيرتك العطرة ، مهما خمدت شمعتك في الحياة ففي قلوبنا ضوؤها ينير دنيانا ، رحمك الله وثبتك عند السؤال . آمين
بقلم / يعقوب بن راشد السعدي