الجزائر، في الأول من مارس/ العمانية/ تحوّل المنتدى الثقافي الجزائري إلى فضاء
يحاول التأسيس لفعل ثقافي إيجابي، ويُنتج الأفكار، تحت شعار “الثقافة الجزائرية..
الخروجُ من الصمت”.
وقد تأسّس هذا الفضاء الذي يُعدُّ أول منتدى افتراضي جزائري، في شهر نوفمبر 2020،
بمبادرة من مجموعة من المثقفين والأكاديميين، بهدف الاهتمام بالثقافة الجزائرية بعدما
لاحظه مؤسّسوه من عزوف عنها، وانشغال بالثقافات الأخرى، وغياب للمنابر التي تنشغل
بتاريخ الثقافة الوطنية وواقعها.
ويقول رئيس المنتدى د.عبد الله العشي، لوكالة الأنباء العمانية: “النشاط الأساسي للمنتدى
هو إقامة ندوات أسبوعية تُبثُّ عبر تقنية (الزوم)، وتغطّي مساحات ثقافية وطنية واسعة،
وتحاول تجميع المثقفين حول أسئلة مشتركة والتداول في شأنها بحضور ومتابعة المئات
والآلاف من المتابعين”، مستدركًا: “إلى جانب الندوات الأسبوعية، نعدّ العدّة لإصدار
مجلة (الثقافي)”.
وقد رسم المنتدى لنفسه إستراتيجية يُلخّصُها العشي بالقول: “النطق باسم الانشغال العام
ونيل التأييد عليه، وإشراك المهتمين للإسهام بكلّ ما يرونه مناسبا لدعم المنتدى”، فتشكّل
مجلس علميّ استشاريّ موسّعًا للمنتدى، كما تشكلت هيئة علميّة تُشرفُ على تحرير
المجلة وإعداد الملفات الثقافية فيها.
ويضيف العشي: “لعلّ أهمّ ما انطلقنا منه أنّنا كسرنا تلك الحواجز الأكاديمية التي تضعُ
حدودًا بين المثقفين، وتحشرهم في دوائر مغلقة بحسب تخصُّصاتهم العلميّة، فلا يرون
العالم إلا من منظور جزئي، فقد عددنا المثقف هو كلّ من يفكّر في المسألة الثقافية من أيّ
منظور علمي، ولذلك فقد التقى لدينا الأديبُ والفيلسوف والإعلامي وعالم الاجتماع
والمؤرخ والمفكر الديني المهندس والفنان والمفكر السياسي”.
ويرى العشي أنّ الاستثمار الثقافي “مدخل استراتيجي لمعالجة المشكلات المختلفة، وبناء
تحوُّل نهضويّ، يتخلّصُ من الدوران حول مشكلات خاطئة أساسًا، أو مفتعلة”.
ويُشير العشي إلى أنّ المجلة ستُعنى بالأسئلة المؤجّلة أو المنسيّة، لكنّها “لن تكون توثيقًا
لما يُقدّمُ في الندوات، بل ستسعى إلى أن تكون امتدادًا لها، وتعميقًا لإشكالاتها وتنويعًا
لموضوعاتها”، خاصّة وأنّ ندوات المنتدى موثقة في شكل فيديوهات، ومنشورة على قناة
اليوتوب التي تحمل اسم المنتدى.
/العمانية/178