نحن الآن نعيش تحت سقف رمضان المبارك الذي نستظل بظله العامر بعطاءات الرحمن تبارك وتعالى الوافرة والمليئة بالخير الواسع والمتنوع بكل اصنافه المادية والمعنوية والحمدلله رب العالمين على ما أنعم !.
فصينية رمضان كبيرة مليئة بأطباقها التي يجب علينا أن ننكب عليها بكل جهد وصدق لنأخذ نصيبنا من تلك الأطباق التي تحتويها فهي فرصة لنا ومن أجلنا حتى نتزود من زادها الذي جعله الله سبحانه وتعالى عطاءاً سخيا ليس له حدود وبأمر منه جل شأنه حين يقول :- (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون ياأولي الألباب¤)) ولذلك يتوجب علينا بأن نشمر عن ساعد الجد لننال رضى الله العزيز الجبار فرضاه سعادة لنا وليست كأي سعادة فالسعادة التي ننالها من الله هي السعادة الكبرى المرجوة لكل إنسان مؤمن عاقل لماذا ؟! لأن بها كل أدواتها التي نتمناها ونتوق إليها وننشدها في حياتنا الدنيا وبشكل يومي فهي تشمل التوفيق في كل مساعينا الحياتية التي نريد الوصول إليها لأنها الغاية التي نريدها وهي أيضا رضى الوالدين وليس بعد رضى الوالدين أمر اخر افضل واجل منه ففي الأثر :- (رضى الله من رضى الوالدين وسخط الله من سخط الوالدين) وهي تشمل أيضا رضى الناس عنك ورضاهم يكمن في الإجماع على حبك وتقديرك من قبلهم وبهذا ستكون سعيدا مسرورا – فهذه العطاءآت مجتمعة تحت مظلة السعادة الرمضانية التي نسعى إلى الحصول عليها في هذه الحياة.
ولذلك فإن رمضان كله سعادة بل هو منتهاها إن نحن أحسنا التعامل معه كصوم فرضه الله علينا ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :- (وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولايصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل :- إني امرؤ صائم) نعم هذه هي السعادة الرمضانية العليا التي تجعل المرء المسلم إن هو اقتفى خطوها سيسمو إلى آفاق الخير والفلاح ولهذا يحرص المسلمون بأجمعهم على اغتنام هذه الثلاثون يوما في أقامة شعائر رمضان التعبدية من أجل اسعاد أنفسهم معنويا ومن أجل نيل رضى الباري – عزوجل- وحتى يكون ذلك الرضى منارا لهم في أخراهم أيضا !.
فإحرص أخي الصائم على اغتنام رمضان لنيل سعادة الله تعالى الكبرى لتكون من السعداء في الدنيا والآخرة – جعلني الله وإياكم من الصوامين المقبولين عنده – جلّ جلاله سبحانه وتعالى-.
فاضل بن سالمين الهدابي