هو المثل الأعلى لكثير من قرّاء اليوم، بمن فيهم المشهورين منهم، كما كان مرجعاً لكبار الموسيقيين وذلك لشدة إتقانه وإحكامه لفنون المقامات والنغمات، تربع على عرش الإنشاد الديني والابتهالات، إن الشيخ محمد عمران (1944 – 1994).
الشيخ محمد عمران ابن مدينة طنطا – سوهاج، الرجل الضرير، البصير بقلبه وتقواه وإيمانه، أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة على يد الشيخ محمد عبد الرحمن المصري ثم جوده على يد الشيخ محمود جنوط في مدينة طما، التحق بمعهد المكفوفين للموسيقى حيث تعلم أصول القراءات والإنشاد وعلم النغم والمقامات الموسيقية وفن الإنشاد على يد الشيخ سيد موسى الكبير.
رغم فقدانه البصر، عمل بشركة حلوان للمسبوكات قارئاً في مسجد الشركة، من هذا المكان، بدأ اسمه بالشيوع وذاع صيته فتقدم لاختبار الإذاعة المصرية وتم اعتماده مبتهلاً بعد نجاحه المتفوق والمتميز في امتحان الأداء، حيث سجل في الإذاعة عدداً كبيراً من الأناشيد والابتهالات منها أسماء الله الحسنى وابتهالات أخرى عديدة.
ومن أجمل ما يتميز به الشيخ محمد عمران، إضافة إلى صوته الرائع والإحكام بأداء متفرد يستطيع من خلاله التعبير عن معنى الآية، وعرف عنه أنه كان يبدع في تلاوته في الحفلات الخاصة أكثر من الإذاعة، إذ أن الوقت يحكمه في استوديوهات الإذاعة، وكان من أوائل الذين أحيوا الأفراح بقراءة القرآن والابتهالات.
والمضحك المبكي، أن قرار اعتماده قارئاً في الإذاعة المصرية وصل إلى منزله بعد الوفاة بعشرين يوم، ورحل عن عالمنا قبل أن يتم عامه الخمسين، الآن فرصة لأن نستعيد موروث الراحل من خلال ما تركه لنا، رحمه الله تعالى.
عبدالعزيز بن بدر القطان