بدأ التجمع من داخل حرم الكلية البحرية بصحار ، فالحافلة وسائقها يستقبلان الطالبات للصعود وأخذ أمكانهن على مقاعد الحافلة ، التحية والسلام يتخلله الهدوء في شهر رمضان ، الابتسامة تتوزع بين الأخوات ، والسعادة للعودة إلى البيوت تغمر النفوس .. هذه تحدث النفس بعد ساعات سألتقي بعائلتي ، وتلك تقول اشتقت لأهلي وصديقاتي ، وأخرى تمني النفس بأن الفطور سيكون مع الأسرة .. ورابعة وخامسة وسادسة يذهبن بالفكر إلى جاهزية ملابس عيد الفطر .. انطلقت الحافلة وعجلاتها تطوي الطريق الأسود نحو ولاية المصنعة ، لا نعلم كم كانت السرعة .. عيون الركاب تراقب كم كيلو ذهبت ، وكم من الكيلومترات باقية عن الوصول إلى حدود الولاية الحبيبة . وفي الجانب الأخر الأهل ينتظرون وصول فلذات الاكباد ، فمائدة الافطار جاهزة .. لم يعلم الجميع بأن نقطة الفاجعة ستكون في ولاية صحم ، وقع الحادث المروع .. الخبر تناقلته وسائل التواصل المجتمعي بسرعة البرق .. وتساؤلات تطرح من هذا وذاك .. وتنقل معلومات عن الحادث بوجود إصابات بليغة ووفيات ، إنها أصعب اللحظات لأهل الضحايا .. صرخات تعانق عنان السماء ، وصيحات تقشعر منها الأبدان ، وعويل يؤلم القلب على الرحيل .
نشط الخبر على منصات التواصل .. وتحدث الناشطون فوصف أحدهم بأن انحراف الحافلة عن المسار الصحيح سببه وباحتمال كبير استخدام الهاتف والانشغال به والسرعة الزائدة هي من ساهمت في جسامة الحادث .. وقال آخر نرى ونشاهد بأن سائقي حافلات المدارس والكليات والجامعات أغلبهم من سن ال20 إلى سن 25 وسواقتهم جنونية وبحاجة إلى إعادة تأهيل .. وقال ثالث يجب تعديل قانون المرور ولا يسمح بسائقي مثل هذه الحافلات دون سن ال 35 سنة على الأقل ، فأرواح الناس أمانة ويجب الحفاظ عليها .. وأوضح مغرد رابع بعد تكرار حوادث الحافلات المؤلمة أصبح من الضروري جدًا تدخل الجهات ذات الصلة بفرض ضوابط صارمة وأهمها عمر السائق مع الحصول على تصريح لمزاولة هذه المهنة .
رحم الله المتوفين ، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان .. ويشفي جميع المصابين .. يا جماعة السياقة فن ، وذق ، وخلاق فلنكن جميعًا التحلي بهذه الصفات .. اللهم أحفظ الجميع من شر الطريق .
خليفة البلوشي