أتى عيد الفطر السعيد بعد رحلة تعبدية قوامها شهر كامل كنا خلالها نعيش مع الله سبحانه وتعالى بشكل روحاني حميمي أشعل فينا ذلك الوهج القرآني الذي كان نوره وضاح وفي أبهى صوره التي البستنا ثياب السكينة والخشية والإحساس بأن الله تعالى بجوارنا ونحن نقلب صحفات المصحف المقدَّس مبتدئين بسورة الفاتحة ومنتهين بسورة الناس لقد عشنا مع سوره وأجزائه وأحزابه تلوناه مرتلاً مجوداً نسأل الله تعالى أن يجعل كل ذلك في موازين حسناتنا.
كما نسأله قبول صيامنا وقيامنا وكل أعمال الخير والبر الرمضانية ! نعم لقد أتى العيد بعد أن أراد الله لنا أن نرتقي سلم درجات الفلاح والنجاح التعبدي لقد صمنا إيماناً واحتساباً نبتغي قبوله ورضاه سبحانه وتعالى حتى يكافئنا بذلك في الدنيا والآخرة ولهذا فقد أطلق رب العزة والجلال على يوم العيد – يوم الجائزة -.
ففي هذا اليوم يبدأ الصائمون بالنهوض مبكرين في صباح أول يوم من العيد فيغتسلون ويلبسون احسن ماعندهم من الثياب ويتطيبون ثم يتناولون إفطار الصباح كأول إفطار بعد نهارات رمضان التي كان فيها الصائمون ممتنعين عن تناول الأطعمة والأشربة امتثالا لأمر الله تعالى وتعبدا له ثم يذهبوا لساحات صلاة العيد(للمصليات) أو للمساجد فبيدأون بالتكبير والتهليل والحمد والثناء لله سبحانه وتعالى على توفيقه ورعايته لهم.
فقد أكملوا صوم رمضان ثلاثون يوما مكتملات دون خلل فيهن نعم ثلاثون يوما مرفقات بصلوات القيام والتهجد بالإضافة الى الصلوات الخمس المفروضة والأدعية بالإضافة إلى إخراج الصدقات وزكاة عيد الفطر فكل هذه الأعمال كانت مرافقة لصوم شهر رمضان العظيم وبالتالي فعيد الفطر هو عطاء يجازي به الله عباده الصائمين ببدء الأكل والشرب في صباح أول يوم من أيام الفطر تزامنا مع فرحة العيد الكبرى وأداء الصلاة وتبادل التهاني والتبريكات بين المسلمين في كل بلدان العالم الاسلامي والدول التي يتواجد فيها المسلمون كأقليات.
أعاد الله هذه المناسبة العظيمة السعيدة على شخص مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم بالرفعة والسؤدد وعلى الإسرة المالكة الكريمة بالرفاه والبهجة والاغتباط وعلى العالمين العربي والإسلامي بالمسرة والنصر المؤزر – وكل عام وأنتم بألف خير وهناء.
الكاتب / فاضل بن سالمين الهدابي