كتاب “سلاسل الذهب في أصول الفقه” من الكتب الشاملة الجامعة المهمة في أصول الفقه، تناول فيها الإمام الزركشي جل مسائل أصول الفقه وعلى طريقة مختصرة ونادرة، فكان الكتاب حاوياً جل الآراء العلماء قاطبةً.
يمثل علم أصول الفقه الصورة العليا في حقل الشريعة الإسلامية لأنه أداة المجتهدين والفقهاء في معرفة الحكم وإستنباطه من النصوص لمختلف الأحوال والأزمان، وقد بدا هذا الفن مع انتشار الفقه وإن ظهر مدونّاً لاحقاً، فقد كان محط اهتمام العلماء بصورة موجزة، وبكيفية مختلفة.
والسبب في ذلك أنه لا يمكن الفصل بينه وبين الاجتهاد، بل يعتبر أكثرها نفعاً وأعظمها وقعاً وأهمها فائدة، باعتباره الممكّن الأول للنظر في أصول الشريعة لها واستنباط أحكامها، فهو مبني على ركائز متينة وقواعد راسخة، بل هو ملكة في ضبط الأحكام مع المرونة وعمق النظر واعتبار المآل والمقاصد.
ثم كثرت المصنفات لاحقاً في هذا الفن ما بين منهج يرتكز على التطبيقات ثم يقعدها، وما بين منهج يقعّد ثم يطبق، واشتهرت بطريقتين، طريقة الفقهاء (الحنفية)، وطريقة المتكلمين (الشافعية).
فقد أخذ هذا الفن منحى آخر لكثرة التطبيقات ليشمل الفروع جميعها، إضافة إلى وقوع النوازل والمستجدات.
ويُعتبر كتاب “سلاسل الذهب في أصول الفقه” للإمام الزركشي، من الكتب المهمة الجامعة الشاملة، تناول فيها جل مسائل أصول الفقه وعلى طريقة مختصرة نادرة أخذت طابعاً خاصاً أفردت ضمن مسائل وفّت بالغرض المطلوب فكان الكتاب حاوياً جل أراء العلماء، وكان كثير المعلومات وغزير المنفعة.
عن المؤلف، الإمام أبي عبد الله محمد بن بهادر الزركشي، (745 هـ – 794 هـ) فقيه ومحدث إسلامي.
عبدالعزيز بن بدر القطان