تحت ظلال نخلة (الخنيزي) الوارفة يأتينا أحمد المهتم بمتابعة أسعار النفط – كأنه صاحب أسهم فيها – مبشرا أن سعر (درام) البترول ارتفع ليأتي التعليق المباشر القاصف بأن ارتفاعه أو انخفاضه غير مهم وما (يبدنا) منه ناقة ولا جمل.
بالأمس جاءت حزمة المبادرات التي أقرها مجلس الوزراء برئاسة جلالة السلطان المعظم – حفظه الله – والتي تمثلت في تعزيز الإعتمادات المالية للمساعدات السكنية وإعفاء من القروض السكنية ودعم تكلفة الكهرباء خلال فترة الصيف وتمديد صرف منفعة الأمان الوظيفي ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من حاملي بطاقة ريادة وذلك كله لم يأتي إلا بعد الوفورات المالية من فوائض أرتفاع اسعار النفط وننتظر الخطوة الأهم في ملائمة الإجراءات التنفيذية لدى الوحدات الحكومية المناطة بتنفيذ تلك المبادرات وبذلك سيتحقق الهدف منها ان شاء الله.
البعض ينظر إلى مبادرات مجلس الوزراء الأخيرة بنوع من السلبية إستنادا إلى واقع حقيقي لا جدال فيه ولكن في الوقت نفسه من المجحف جدا هدم قيمة الأثر التي ستحققه تلك المبادرات وأن التغيير الذي يريده كل عماني غيور هو حق أصيل ولكن لننتبه أن الواقع لن يتغير في غمضة عين وحتى على مدى الفترات التاريخية المختلفة في كل الدول والممالك التي ما وصلت لأي مرحلة مزدهرة إلا بعد سنوات طوال من العمل والتحسين والتطوير والإجادة والوقوع في الخطأ وهذا ديدن الإنسان البشري في المجتمع البشري.
المطالبة بإصلاح جوانب الحياة التي تمس معيشة المواطن هو حق أصيل يحرص عليه الجميع ولكن من المهم إدراك أن الإصلاح يكون بالجزئية وليس الكلية وتسارع الإصلاح مرهون بظروف كثيرة مرتبطة بالجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والسكاني وغيره.
إن تخصيص ما يقارب ١٣٠ مليون ريال عماني في مبادرات تستهدف المواطن لهو أمر يستحق الذكر وذلك حق للمواطن – لا يمن به عليه – تقدمه الحكومة متى ما تيسر لها ذلك والنهوض التنموي الحقيقي لا يحدث بمجرد ضخ الأموال وإن كثرت بل بالعمل الجاد في المجال التعليمي بالتركيز على المعارف والمهارات المستقبلية والتمكين الاقتصادي من خلال مراجعة كافة الإجراءات المطبقة حاليا وغير ذلك من الجوانب التي تتحمل مسؤوليتها الوزارات الحكومية المشرفة عليها ومتأملون جدا في متابعة حثيثة ورقابة إدارية حقيقية نحو إنجازات تلك الوحدات الحكومية خلال الفترة الحالية والقادمة.
هناك تحديات كثيرة ولا جدال في ذلك ولكن النظر في معالجتها بنمط (الوسمة) الواحدة لا يجدي نفعا وعلى الغيورين من أبناء الوطن ممن تدفعهم وطنيتهم لرؤية عمان بأجمل ما يكون ان يتسمو بالعدالة تجاه ما يتحقق وأن يستمروا في نهجهم مع ذكر ما يتحقق وهذا أمر مهم فالوعي الجمعي لدى أفراد المجتمع ما هو إلا حصيلة ما يتلقونه من رسائل في محيطهم وفي مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها والتي تعد الآن مؤثرة بأكبر ما يكون على الجميع وعدم إعطاء الإنجازات حقها – ولو كانت صغيرة – مؤثر جدا جدا جدا وله تبعاته اللامرغوبة والتي لا يحمد عقباها.
وبالعودة إلى إرتفاع أسعار النفط التي يبشرنا بها أحمد تحت ظلال (الخنيزي) الوارفة أستشعر قيمة توجيهات جلالة السلطان المعظم بتثبيت أسعار النفط مؤقتا – ونرجوه دائما – لضمان عدم تأثره بتقلبات سوقه العالمي الذي قد لا يكون لنا في تردده ناقة ولا جمل.
محمد بن عبدالله سيفان الشحي
١ يونيو ٢٠٢٢ م