في إطار شعورنا المباشر كمسلمين بقرب التوقيت الزمني لرمضان المبارك صار علينا لزاما ان نتاهب مستعدين روحيا لإستقباله الإستقبال الذي يليق به معنويا بل ويتوجب علينا التمهيد لذلك منذ وقت مبكر! فنحن طيلة حياتنا هذه بل وفي كل يوم وليلة نؤدي صلواتنا الخمس في جماعة احيانا وأحيانا أخر يؤديها كل واحد منا منفرداً بحكم الظرف الآني والمعلوم لدينا جميعاً! وهناك أمور أخرى تعبدية من الممكن أن يقوم بها المرء المسلم ليحكم بها صلته بالشهر الكريم فمنها على سبيل المثال لا الحصر صلوات قيام الليل والتهجد بها نافلة اذيقول الله سبحانه وتعالى :- {( ومِنَ اْللَّيْلِ فَتَهجَّد بِهِ نَافِلَةً لَكْ عَسَى أَنْ يَبْعثُكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً{©} )} وهناك أيضا صوم التطوع أوصيام الأيام البيض وهي ثلاثة أيام من كل شهر قمري وهي أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وقد سميت بالأيام البيض لأن القمر في لياليها يكون أكثر نوراً وضياءً واكثر إشراقًا..فكل هذه القربات هي بمثابة إعداد النفس والروح لإستقبال هذا الشهر الكريم والمبارك!! نعم لإستقبال شهرٍ تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق فيه ابواب جهنم شهر تصفد فيه الشياطين شهر يرد فيه الخير إلى صائميه وقائميه شهر يعانق فيه القرآن مهج المسلمين وأفئدتهم وارواحهم!! وجوارحهم واحاسيسهم!! شهر يريح خفقان القلوب بصلوات التراويح والتهجد!! شهر يتيح للشمائل الإنسانية الخيرة بأن تظهر على حقيقتها وهذه الشمائل او الصفات هي التكافل والتعاطف والتراحم والتحاب في الله عزوجل – فالعطف على اليتيم والمسكين هي من أعمال البر التي يجازي بها الله تعالى عباده خير الجزاء في الدنيا والآخرة ومااحوجنا كمسلمين إلى أعمال البر والخير كيف لا والله تعالى قد أمرنا بها في محكم تنزيله إذ يقول أعز من قائل :- {( أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة..)} فأمر الله جل جلاله واضح في ذلك..ولهذا فإن من عطايا الله تعالى السخية لأمة الإسلام هو صيام شهر رمضان ليزداد المسلمون رحمة ورضوانا وليكونوا فيه على أتم البركات ولينعموا من خلال رمضان بالخير العميم وذلك من خلال الصيام وإقامة شعائر رمضان..ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :- ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم هولي وانا اجزبه فوالذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) وبالتالي أليس لنا الحق ولهذه الأسباب مجتمعة أن نفرح بقدوم رمضان علينا؟! والجواب نعم لنا الحق بأن نفرح برمضان وبقدومه علينا لنستبشر به خيراً ولنزداد به إيمانا فوق إيماننا بالله الواحد القهار!! فيا أيها المسلمين :- إن رمضان لآتيكم فكونوا له خير مستقبل!! وكونوا له خير مضيف!! فهو لا يأتيكم إلا مرة واحدة في العام الواحد وهو مؤنس لوحشتكم في دنياكم هذه وأخراكم تلك! وإسألوا من خلاله الله سبحانه وتعالى بخير الدعاء ان يذهب عنكم وباء كورونا!! إن هذا البلاء قد آذانا فأهلك الحرث والنسل واتعب أنفسنا وارواحنا وباعد بيننا وبين أهلينا وأحبائنا وابطأ حركة سير الحياة واضعف معيشتها فهل انتم معتبرون؟! ولهذا فإنني لأرجوالله بأن يجعل شهر رمضان ملاذا للدعاء والتوسل إليه سبحانه للخروج من هذه الغمة وهي زائلة لامحالة بإذن تعالى فأهلا برمضان بين أهله اهل الله وأهل تقواه ضيفا عزيزا علينا وحبيبا لقلوبنا بمكانته السامية العظمى على عروش ألبابنا
بقلم الأستاذ/ فاضل بن سالمين الهدابي