الدار البيضاء في 12 أبريل /العمانية/ تناولت الباحثة خديجة حسيني في
أطروحتها “السرديات العربية وامتداداتها الثقافية” تجربة الناقد المغربي
سعيد يقطين، مناقشةً كيفية تشييده معمارَ فكره النقدي من خلال تبنيه ديناميةَ
الأنساق والبحثِ في نواة السرديات الثقافية والمعرفيات.
واستحضرت الباحثة التي مُنحت عن أطروحتها شهادة الدكتوراه من جامعة
محمد الخامس بالرباط مؤخرًا، العديد من الإشكالات، أبرزها منزلةُ “
السرديات العربية” في مشروع سعيد يقطين، والنسقُ العام الذي يؤطر
تجربتَه النقديةَ ويحْكُمُها، والامتداداتُ المعرفية التي تَحَكَّمَتْ في تصوره
النقدي والخلفياتُ النقدية التي استند إليها، وكيفية استثماره اللغة النقدية
الواصفة لمقاربته للمتون السردية الورقية والرقمية، وإضافاته في مجال “
السرديات العربية”، وبصمته الثقافية في مجال “السرديات” خصوصًا،
والدراساتِ الأدبية عمومًا.
وتكونت الأطروحة التي نوقشت أخيرا، من ثلاثة أقسام؛ اولهما “سعيد
يقطين عالمًا للسرد العربي”، توقفت فيه الباحثة عند جملة من القضايا على
غرار: تصور يقطين لآليات الخطاب السردي، وتدرجُه من المظهر اللفظي
(البنيوية) إلى المظهر الدلالي (ما بعد البنيوية)، وتجنيسُه الكلامَ والخبرَ
العربييْن، ومعالجتُه البنياتِ السرديةَ (الرواية، والسيرة الشعبية)، وتوسيعُه
مجال “السرديات” لمقاربة النصِّ السردي في شموليتِه (السردياتُ الخِطابية،
وسردياتُ القصة، وسردياتُ النص).
أما القسم الثاني “سعيد يقطين منظرا للرقميات العربية”، فبينت فيه الباحثة
المنزلةَ التي أضحى يَشْغَلُهَا النص المترابط في الدراسات النقدية الحديثة،
لقيمته الإجرائية في إبراز خصوصية النص الرقمي بتشعبه اللامتناهي،
وتفاعلِه مع الوسائط المتفاعلة، وإشاعتِه قيمًا جديدة للقراءة والتلقي والنقد.
وعالجت الباحثة في القسم الثالث “سعيد يقطين مثقفًا عموميًا”، القضايا
الثقافيةَ التي استأثرتْ وتستأثر باهتمام سعيد يقطين؛ ومن ضمنها: الفكرُ
الأدبيُّ العربي، والمؤسسةُ الأدبية، وتجديدُ الرؤيةِ للتراث، والتعليم،
والحداثةُ الثقافية، والديمقراطيةُ المؤجلة.
واستأنست الباحثة بمنهج “نقد النقد” لاستيعاب الممارسة النقدية لدى سعيد
يقطين، وإبرازِ لغتِها الواصفة، والخلفياتِ المتحكمةِ فيها، وإبرازِ سمات
الخطاب النقدي في تجربته، من خلال الاستفادة من الإرث الباختيني
للتعريف بالنقد الحواري الذي يُعَدُّ سيرة ذاتية فكرية، أو تناصًّا داخليًّا تتفاعل
داخلَه كلُّ الأفكارِ والتصوراتِ التي استفادها يقطين من غيره، وأضحت
تشكل جزءًا من كيانه وشخصيته وموقفه من الوجود.
واسترشدت الباحثة في أطروحتها التي أشرف عليها الناقد د.محمد الداهي،
بمعالم النقد الحواري (الإنسان داخل الإنسان) لمعاينة المنجزين النقدي
والثقافي ليقطين، مبينةً تأثير هذا النهج على تجربتيه النقدية والثقافية.
/العمانية/ 174