مسقط في 26 أبريل / العمانية / ضمن منشورات الجمعية العمانية للكُتّاب
والأدباء صدر عن دار نثر بمسقط، مجموعة جديدة للشاعر وسام العاني
حملت عنوان “ما لم تقُله الأرض” وهو عنوان إحدى قصائد المجموعة التي
ضمّت ثمانية وعشرين نصًا في 80 صفحة.
مجموعة مالم تقله الأرض تراوحت النصوص فيها بين القصيدة العمودية
وقصيدة التفعيلة، كما تنوعت مضامينها بين الذاتي والوجداني والشعر
الصوفي الذي يدخل لأول مرة في مجاميع وسام العاني الشعرية، إضافة إلى
نشيج الغربة المستمر والحنين إلى الأرض مواصلًا حمل هموم وطنه
الجريح وآلامه وآماله، ومن عناوينها: آدم الذي رأى، استراحة مقاتل،
البدوي في متاهته، الدخول إلى العالم، الشيخ والواحة، أوزار القصيدة، بابٌ
إليّ، تغريبة أو أكثر، خزف وحروب، رسالة من بحر الملح، سيرة ذاتية
للرغيف، طفولة حرب، غمرة التيه، فوبيا البياض، قميص آدم، مكابدات ابن
زريق التي أهداها للشاعر عبد الرزاق الربيعي، إضافة إلى قصيدة “ما لم
تقله الأرض”.
قدم وسام العاني لمجموعته أبيات ومقطوعات شعرية لشعراء بارزين، ففي
العتبة الأولى يستعير قول الشاعر عبد الرزاق الربيعي: ” في بلادٍ نسَجَ
الخوفُ على الأعينِ ظِلَّ العنكبوتْ/ لم نعُدْ نبكي على مَن ماتَ، بل مَن
سيَموتْ”، ومن الشاعر وليد الصراف بيته الشعري: ” لو ماتَ مِنّا امْرُؤٌ في
الأرضِ ندفنُهُ/ لو ماتتْ الأرضُ! .. قُلْ لي أين ندفنُها؟”، ومن الشاعر
خزعل الماجدي قوله: قالتْ الأرضُ لَنا: الآن قِفوا/ قلتُ في شيءٍ من الحبَّ
لها: سيدتي .. هل تأمرينْ؟ / لم تكن وقفتُنا أمرًا/ ولكن نحن طولَ العمرِ كُنّا
واقفينْ” ليختم بعدها بأبيات الشاعر عدنان الصائغ التي يقول فيها: “وأنا
وأنتَ على الطريقِ/ ظِلّانِ مُنكسرانِ في الزمنِ الصفيقِ/ إنْ جارَ بي زمني
اتَّكَأتُ على صديقي”
وتبدو اختياراته لعتبات المجموعة واضحة الدلالة في التعبير عن الطاقة
الكامنة في عنوان المجموعة وإيحاءاتها اللغوية والشعرية كما تعبر عن
إصراره على الاستمرار بحمل هموم الأرض وهموم الإنسان في وطنه
الجريح والتي يعبر من خلالها عن هموم الإنسان في كل مكان.
والعاني، الذي صدرت له مجموعة شعرية أولى عام 2019 بعنوان “كالبحر
يمشي حافيًا” عن بيت الغشام في مسقط، يحاول في كل نصوصه تقديم شكل
جديد ومتميز في القصيدة العمودية الحديثة من حيث المعنى والمبنى، ولم
تنفصل نصوصه عن الواقع، وتحدّياته، بل عززت انتماءها إلى قضايا
الإنسان الراهنة وحلمه بالكرامة والسلام. ولم تخل المجموعة من النصوص
التي تتناول الجائحة لأنها تعد حدثًا رئيسًا ألقى بظلاله على حياة الإنسان
وعلى أحلامه وطموحاته، مثل قصيدة “آدم الذي رأى” و “استراحة مقاتل”.
سبق للشاعر أن حصل على المركز الأول في جائزة الشاعر عبد الرزاق
عبد الواحد للشعر العربي عام 2017 في باريس وله مشاركات عديدة في
مهرجانات وأمسيات شعرية وثقافية كان آخرها المشاركة في مهرجان
الشارقة للشعر العربي، كما أن لديه الكثير من النصوص المنشورة في
مجلات ثقافية عربية مثل مجلة القوافي ومجلة أقلام عربية وغيرها من
المجلات فضلًا عن الصحف والمواقع الإلكترونية.
/ العمانية/