مسقط في 26 أبريل /العُمانية / أصدرت مريم بنت علي السنانية كتابها
الأول “مذكرات مريم.. بين ممر ومستقر” الذي يروي قصة واقعية عن
معاناتها مع مرض أصاب عينيها وكتبت الإهداء إلى “أهلي الذين لم يتخلوا
عنّي” وإلى كل من وقف معها في محنتها.
تقول السنانية عن مذكراتها بأنها “مذكرات ليست من نسج الخيال، ولا من
تصورات المؤلفة، ولكنها من واقع الحياة، عاشتها صاحبتها بكل فصولها
المحزنة، وإحباطاتها المروعة، والتي منها استحالة عودة نظرها مرة ثانية”
مشيرة إلى أنها “تعطلت حياتها بما فيها عملها مدرّسة، والذي كانت تعشقه،
ومسؤولياتها أمًا راعية لأبنائها، إلا إنها وعلى الرغم من ذلك الأمر الجلل،
صمدت بل وكافحت، لتثبت للجميع أن بالصبر والإيمان بالله ينتصر
الإنسان، ويذلل الله بعد ذلك كل الصعاب التي تعترض طريقه”.
كما تشير المؤلفة مريم السنانية إلى معنى الصداقة “والأخوة في الله” حيث
“يدهشك موقف الصديق الوفي (العضيد) من خلال كل موقف عايشته من
مواقف هذه الحياة، وتسعد بروعته، ووقوفه الراسخ الثابت بجانبك خطوة
بخطوة، وعدم تغيره على الرغم من فظاعة الأحداث وتبدلها، ظل صامدا
ضاربا أجمل معاني الصداقة والإخاء وأروعها”.
وتروي مريم السنانية قصتها منذ بدايات النشأة في ولاية صور، مرورا
بإصابتها بالمرض، ورحلة العلاج، وسفرها حيث رأى الطبيب أن الاحمرار
في العين ليس لديهم علاج له، ويدعى بمرض “ستيفز جونسون”، وهو
مرض نادر، من أعراضه نقص الدمع، وبعد أكثر من رحلة علاج جاء
تقرير اللجنة الطبية بعدم قدرتها على الإبصار مرة أخرى.
وتمضي السنانية في وصف رحلتها، وما تعرضت لها من أوجاع، جسدية
ونفسية، لتصل إلى لحظات الفرج، وتكمل مسيرتها في وظيفتها، وهي التي
عاهدت نفسها أنها لن تضع قلم الوظيفة حتى يتخرج أصغر أبنائها من
المدرسة، يومها قدمت ورقة استقالتها، وخروجها للتقاعد.
وتختتم المؤلفة كتابة رحلتها بالقول: “هكذا كانت مسيرة حياتي تملؤها
الأحزان والأزمات تارة، وتارة يفرجها رب العباد، إيمانا به واعتقادا مع كل
مصيبة لعلّ بعدها يحدث أمرا، دون انتكاسة وسخط للواقع المر الذي عشته،
إنما صبر جميل، ورغبة في ثواب الآخرة” مشيرة في خاتمة الكتاب أنه “
حتما ستصل إلى بر الأمان، بإذن الله، فلا يأس مع الحياة، فأنت في تدبير من
أمر الله، وينتهي أمره وقدرته، فتلك سنة الحياة”.
/العمانية /