شاءت مشيئة الله أن نكون في ولاية الجبل الأخضر في ذات اليوم الذي صدر فيه المرسوم السلطاني القاضي برفع المستوى الإداري لنيابة الجبل الأخضر إلى مستوى ولاية، وكأننا على موعد للإحتفاء بهذه المناسبة، الأمر الذي قد يسهم في رفع مستوى الخدمات التنموية في هذه البقعة الشامخة من بلادنا الحبيبة بما يعود عليها وعلى أهلها بالنماء والتطور والرفاه، مع ضرورة المحافظة على القاسم المشترك مع حاضنته الأم ولاية نزوى الذي تقاسم معها الكثير من المواقف التاريخية والأحداث والمتغيرات الجسام ..
والزائر لهذه الهضبة الجبلية الرائعة يشعر بالفارق الكبير في انخفاض درجة الحرارة واعتدال الطقس فيها، في الوقت الذي وصلت فيه درجة الحرارة إلى أعلى درجاتها في مختلف محافظات ومناطق السلطنة المختلفة، بالإضافة إلى الاستمتاع بمشاهدة مناظر من الطبيعة الخلابة للأشجار والنباتات الطبيعية كالعلعلان والبوت والجوز والمشمش والرمان والزيتون والأخير بدأت زراعته في التكاثر، مما يبشر بمستقبل واعد وزاهر لهذه الشجرة المباركة..
ومما يثلج الصدر ويدعوا إلى التفاؤل بداية تعافي القطاع السياحي، وذلك ملاحظ من كثرة الأفواج السياحية المتدفقة إلى الجبل في هذه الفترة بغية الاستجمام في أجواء من الهدوء والسكينة والنسائم العليلة..
إلا أن ما يعكر المزاج السياحي، ويتنافى مع القيم والمبادئ تلكم المشاهد السافرة من بعض السواح الأجانب الذين لا يراعون احترام الأعراف والقيم الدينية من خلال حالات العري والتفسخ التي تظهر عليها بعض الفتيات المرافقات لأسرهن، وقد سبقني النظر أثناء تجوالنا لرؤية فتاتين لا يسترهن سوى شورت قصير جداً، الأمر الذي يحتم علينا المطالبة وبشدة إلى إصدار تعليمات ملزمة للجميع إلى ضرورة احترام الخصوصية الدينية، ومراعاة الحشمة أثناء التجوال في ربوع هذا الوطن المحافظ على قيمه ومبادئه، فماذا يضير لو يتم إضافة شرط قانوني يلزم السواح وغيرهم بارتداء اللبس الساتر، بدءً من وصولهم المطار وأثناء تجوالهم وحتى مغادرتهم البلاد ..
ففي ذلك حفظاً للسيادة والهيبة، وتأصيلاً للقيم وحماية للأجيال من التشبه والتقليد والانقياد والانحراف، وإن كان البعض وللأسف الشديد قد بدأ في الانجراف مع هذا التيار..
ضارعين إلى الله أن يحفظنا من شرور العولمة إنه سميع مجيب الدعوات.
مسهريات / يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
الأثنين ٢٧ ذي القعدة ١٤٤٣
الموافق ٢٧ يونيو ٢٠٢٢ م