بين فترة وأخرى أعيد في مخيلتي ذكريات الماضي ، أيام الطفولة والشباب ، وأنا أتابع أيام الأعياد والمناسبات الجميلة ، أتابع الأجداد والأباء وهم يمارسون فنون الرزحة والوهابية والمبارزة بالسيف في صفوف متراصة متوازية لها ما لها من الروعة والجمال ، كم كنت أستمتع بصوت الرحماني والكاسر وآلة الدف ، وصوت البنادق وأزيز الرصاص .. ياخذين الحنين إلى تلك الأيام الزاهية بفنونها الشعبية التقليدية وأتساءل وأريد أن أعرف ما هو سر أختفاء تلك الفنون أيام الأعياد والمناسبات في بعض الولايات والمناطق ، وولايتي ( الخابورة ) من ضمن بعض الولايات التي اختفت منها تلك الفنون ولم أجد وأشاهد سوى البيع والشراء فقط لماذا ؟!!! لقد ينتابني الحزن في كل عيد يمر علينا دون إحياء ذلك الموروث ، نعم بات هناك عزوف عن ممارسة الفنون الشعبية ونناشد بإحيائها وإعادة رونقها في الثلاث الأيام أو يومين أو حتي ليوم واحد في أيام العيد بتجمع فيه الآباء والابناء ويتبادلون أبيات الشعر الوطنية وغيرها في الرزحات أو فن ( الوهابية) لنعيد أمجاد الماضي التليد الذي خلفه الأجداد والآباء فمنهم لا زال على قيد الحياة ومنهم غادر الدنيا فتركوا لنا إرثاً عظيماً سطروه بأحرف من ذهب ، كانوا يتوارثونه أب عن جد ،وللاسف بذهابهم اختفى كل شي من ذلك الارث .. يارجال ولايتي بشكل عام وأهل بلدتي ( حلة الحصن ) بشكل خاص لا يقوم شيء بأي منطقة إلا بهمت أبنائها وسواعد شبابها .. صرنا نتابع إحياء بعض الفنون مثل فن العيالة والرزحة والعازي والوهابية عبر الفيديوهات التي ترسل لنا من قبل زملائنا بالولايات الاخرى ونتأسف كثيراً على أن ولاية الخابورة لم تحيي مثل هذه الفنون وخصوصاً في المناطق الساحلية منها .. لقد أندثرت هذه العادة الجميلة كلياً مع أصحابها، فتنتابنا الحسره والدهشة والندامة من هذا التوقف ، نكرر بالمناشدة في إحياء الفنون الشعبية ، ونهمس همسة وفاء في إذن الجميع بدون أستثناء وكل غيور على بلاده بأن العادات والتقاليد الحسنه والجميلة يجب إعادتها لكي نحافظ على إستمرارية هذا الإثر الشعبي الجميل .. فلنبدأ من هذا العيد ( عيد الأضحى المبارك ) يا رجال وشباب حلة الحصن بالخابورة .. وبشكل أوسع نطالب وزارة التراث والسياحة بأن تلعب الدور الأكبر في تشجيع الشباب نحو المحافظة على هذا الموروث الشعبي .. وكل عام والجميع بخير .
عبدالله بن خليفة الحوسني