::
بيت
لحم في 30 يونيو /العمانية/ تعتلي قلعة هيرودس قمة جبل الجنة أو جبل الفريديس في
بيت لحم شرق مدينة القدس ويعود تاريخ بنائها إلى ما قبل الميلاد.
ويعتقد
أن هيرودس الكبير الذي توفي عام 4 قبل الميلاد بنى قلعته لتكون قبرًا له، وحصنًا يحتمي
به في الحروب، واختار لبنائها تلة مخروطية الشكل يمكن تشبيهها بفوهة بركان مفتوحة، وتطل التلة على صحراء القدس من جهة والأغوار والبحر الميت من جهة أخرى
والمدينة من جهة ثالثة.
يقول وليد الشوملي
الخبير والباحث في الآثار الفلسطينية في حوار مع وكالة الأنباء العُمانية: إن
هيرودس هذا أدومي من أم عربية عُين ملكًا
على فلسطين وبسط نفوذه من هضبة الجولان إلى ما بعد البحر الميت، وكانت القدس عاصمة لملكه وبنى فيها
معبد القدس الكبير، وعرف عنه الولاء لروما
وكانت أيام حكمه تمثل ازدهارًا ثقافيًّا واقتصاديًّا، وقد بنى قلعته
هذه بشكل دائري ما بين 15-22 قبل الميلاد لها سوران، وأربعة من الأبراج
العالية والضخمة ومجموعة من الغرف المحصنة، والسراديب والمسالك المخفية التي تستخدم للهروب في حالات الخطر.
ويضيف أن هيرودس كان
معروفًا عنه ولعه ببناء الحصون والقلاع فشيد العديد منها في المناطق التي سيطر
عليها مثل قلعة قيسارية وقلعة مسعدة في الجولان.
تحوي القلعة بعضًا من المباني التي تعود للحقب الرومانية، وأماكن تجميع المياه هي أقرب ما تكون بصهاريج
كبيرة، وبقايا لقصر مدمر احتوى على العديد من الأعمدة التي تزينها رسومات مختلفة.
ويقول الشوملي إن
من ينظر إلى خارطة الجبل يلاحظ برك الماء الكثيرة المحيطة بالقلعة التي كانت تغذي
البركة الكبيرة الرئيسية للقصر، فقد اهتم الملك هيرودس بتأمين المناطق التي حكمها
بالمياه فبنى لذلك العديد من البرك وأقام قنوات مياه تزود القلاع والحصون والمدن
بالماء الضروري.
وتحتوي القلعة على
مدرج يمكن لزوار المكان أن يعتلوا درجاته إضافة إلى مسرح يتسع لأكثر من 300 شخص، كما تم الكشف في المكان عن عدد من الآثار والكنائس القديمة التي تعود لحقب زمنية
بعيده من أيام العصر البيزنطي.
/العمانية /
طلال المعمري /أمل السعدية