لا تزال بلادنا الحبيبة عمان في غمرة جائحة الضيف الثقيل (كورونا) الذي لم يترك أرضا إلا (شرفها حضرته) فلا صوت يعلو فوق أرقام تتصاعد وتتهابط كأنها بورصة سهم الشركة القابضة (ش.م.أ.ع) ويتكرر السؤال ذاته في المنصات الإلكترونية حينها والذي يرمى لتتحمل الجهة المذنبة ذنب تقصيرها – وفق نظرية الزاوية الواحدة – ولسان حال ذلك السؤال يقول : أنت السبب !
علينا أن ندرك الحقيقة بأن إجابة ذلك السؤال مهما كانت لن ولم تدفع بحل جوهري يقضي على الجائحة تماما لأن أمر التعافي منها مرتبط بما نملكه داخل الوطن وما لا نملكه خارج الوطن ومرتبط بما نؤآخذ به وبما ليس لنا طاقة به.
ولنضبط (فوكس) رؤيتنا في طرح المعالجات على ما لدينا وتحت أيدينا فالإجراءآت التي تتخذها اللجنة العليا تلامس الجوانب الصحية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها وفي كل جانب من تلك الجوانب مسالك ومذاهب تختلط فيها المصلحة العامة بالخاصة فإذا اتفقت كان بها وإذا تباينت ظهر الخلل واختلط الحابل بالنابل لتتصاعد الأرقام ويظهر المغردون والحكماء بأن اللجنة العليا هي السبب!
لا أريد الخوض في تفاصيل واقع نعيشه جميعا ولكن الإدراك المهم لزوايا بيتنا الجميل (عمان) يساعدنا في فهم الأمور بشكل أفضل فلا يمكن لإجراءآت الإغلاق التي ينادى بها أن تستمر لعظم تأثير ذلك على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكبار التجار والمستثمرين وخير ما يقوم به كل واحد منا أن ينثر بذور الوعي التي ستزهر واقعا بعد حين وإن لم نراه الآن وأيضا أن نملك الشجاعة لقبض أنفسنا عن ما نراه مقدسا لا يمس من سلوكيات وعادات استغرقنا فيها وهي في الحقيقة سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً.
في ظل القصور القسري لإمكانية مراقبة كل من يدب على هذه البسيطة فإن أكثر ما نحتاجه الآن هو تفعيل الأدوار الأهلية بنظام المجموعات الصغيرة في الجهات ذات الصفة الإعتبارية وفي عموم مكنونات التركيبة الإجتماعية فذلك أعظم أثرا فمثلا نرى من يوعي الناس في الأماكن العامة بالطريقة الصحيحة للبس الكمامة ونرى من يساعد في تنظيم أعداد الداخلين في المحلات التجارية الكبيرة ونرى من يراقب التجمعات التي تحدث هنا وهناك ونرى من ينظم المجالس العامة لتسهيل تلقي اللقاح من أجل تخفيف عبء التزاحم على القطاع الصحي وغير ذلك من الأدوار التي من الممكن أن يقدمها القطاع الأهلي في ظل إستحالة أن يلتزم الجميع لمجرد صدور بيان القرارات.
ولندرك جميعا أن كل من له علاقة سببية في ما يقر وينفذ ويتبع في هذه الجائحة هم عمانيون يريدون الخير لبلادهم (ويبون يفتكون اليوم قبل باكر) من هذا البلاء وهم بذلك أسباب في إحتوائها من بعد تقدير الله عزوجل وحكمته وأن القصور إن حدث لا ينفي صفة الإجتهاد المقدرة وليكن جل تركيزنا على ما نستطيع إصلاحه لا على السبابة التي تشير : غلطة وأنت المسؤول.
محمد بن سيفان الشحي
١٣ يونيو ٢٠٢١ م