من منا لا يحب المطر و الأجواء الجميلة التي تصاحبه من برودة في الجو وانخفاض في درجات الحرارة خاصة إذا ما سقط في مثل هذا الموسم من السنة الذي تمتاز فيه السلطنة بصيفها المشمس الحارق و الذي تصل فيه درجات الحرارة في أحيان كثير إلى الخمسين درجة سيليزية؛ إن لسقوط الأمطار لذة و متعة لا يضاهيها شيء وبما تضفيه من اعتدال الطقس و لو بشكل نسبي مؤقت .
إلا أن البعض يأبى أن تكتمل فرحة استمتاعنا بهذه الأمطار بسبب تهوره و اندفاعه الغير مبرر حيال الحفاظ على حياته و حياة الآخرين من حوله و كأنه في تحدٍ مسبق ليثبت لنا مدى قوته و شجاعته بعبوره و اجتيازه للأدوية و الشعاب أثناء جريانها رغم كل التنبيهات و التحذيرات المتكررة بمختلف اللغات و على كافة وسائل الإعلام المختلفة بخطورة المجازفة بعبور و خوض الأودية وقت جريانها، والابتعاد عن أماكن تجمع المياه و عدم السماح للأطفال بالسباحة فيها نتيجة للأضرار المحتملة التي قد تسببها هذه البرك المائية، و غيرها من الإرشادات الصادرة عن الجهات المعنية .
لذلك أصبح الأمر هاجساً يؤرق الجميع مع كل منخفض أو أي حالة جوية أخرى تمر على البلاد، فلابد أن تكون هنالك حالات غرق و فقد لعشرات الأشخاص و هذا ما عايشناه فعليا في الفترة الماضية، فلا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع أو نقرأ عن حالات غرق في مكان ما أو انتشال جثث مفقودين في مكان آخر ومع كل هذه المشاهد المأساوية المؤلمة مازال الوضع “وللأسف الشديد” على ما هو عليه و مازلنا نشهد المزيد من حالات غرق لأولئك المستهترين دون أن يكترثوا أو يتنبهوا إلى مصيرهم المحتوم و هو الموت المؤكد جرّاء إلقائهم لأنفسهم إلى التهلكة بطريقة غير مسؤولة.
و أخيرا ماذا يضيرك لو جلست في منزلك و استمتعت مع أفراد عائلتك بهذه الأجواء الاستثنائية الرائعة، وماذا تخسر إن خرجت من المنزل بداعي التنزه و الاستجمام أو لأي غرض كان وابتعدت قدر الإمكان عن مجاري السيول و بطون الأدوية و غيرها من الأماكن الخطرة التي لا يستحب الذهاب إليها أثناء سقوط المطر.
فرجال الإنقاذ من أي جهة كانوا هم بشر مثلنا و لديهم أسر تنتظر عودتهم، و بطيشك و رعونتك قد تعرض حياتهم كذلك للخطر.
رحمة بنت صالح الهدابية