::
الجزائر، في 15 أغسطس/ العمانية/ ازدهر قطاع النشر في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بتأسيس دور نشر جديدة برؤى وأفكار مختلفة عن السائد.
هذا التوجُّه أتاح للكُتّاب الشباب خيارات متعددة لإصدار مؤلفاتهم والترويج لإبداعاتهم من دون الاضطرار إلى الانتظار فترات طويلة لإيصال نتاجهم إلى القارئ.
وتؤكد الروائية لطيفة بروال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أنّ الناشرين الشباب يمتلكون أفكارًا جديدةً في مجال النشر تتماشى ومتطلبات العصر، وهم يعملون باحترافية في هذا القطاع.
وتضيف بروال بأنّ تعاملها مع دار نشر يملكها أحد الكتاب الشباب مكّنها من إخراج كتبها وأعمالها الإبداعية بطريقة استحسنها القرّاء.
وترى بروال أنّ الكاتب لا يحتاج لدور نشر “ذات طابع تجاري تطلب أسعاراً باهظة وتستغلُّ رغبة الشباب في الظهور والشهرة”، بل يحتاج إلى هيئات “تقوم بمتابعة إصداراته وتحقّق له جسر تواصل مع القرّاء وتضمن له بيع كتبه، ليُعوّض على الأقلّ تكاليف الطباعة”.
أمّا الروائي الطيب صياد فيؤكد أنّ هناك تزايدًا مطّردًا في عدد مؤسسات النشر الشبابية خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ ظهرت العشرات منها بأسماء وشعارات برّاقة، لكن معاينة أعمالها وإصداراتها ونشاطها الذي يُفترض أنّه أحد عناصر الحركة الثقافية التي تتكوّن من المنتِج والمتلقّي والموزّع والناقد تكشف أن “النسبة الغالبة من تلك المؤسّسات لا تؤدّي وظيفتها الحقيقية، بل هي مجرّد وسيط لطباعة النصوص تأخذ المال من صاحب النص وتبعث به إلى المطبعة ليخرج بهيئته الورقية، فيعتقد صاحب النص أنّه أصبح كاتبًا”، غير أنّ الوظيفة الحقيقية لدار النشر بحسب صياد “تقوم على أركان عدة أهمَّها قراءة النص “وهذا يستدعي” لجنة قراءة تتكوّن من متخصّصين وأدباء ونقاد يقدّمون رأيهم وتقريرهم بشأن النص، فإذا وافقوا عليه تأتي مرحلة المراجعة اللُّغوية والتحرير الأدبي، فإذا جرى الاتفاق بين الطرفين: الناشر وصاحب النص، ننتقل إلى التصميم الاحترافي للغلاف، وبعده الترويج الإعلامي للكتاب، ثم الطباعة المحترمة لهذا المنتَج”.
ويرى صياد بأنّ دور النشر الشبابية تفتقدُ لمعظم هذه المراحل؛ فهي “لا تمتلك لجنة قراءة ولا لجنة تدقيق لغوي وتحرير، ولا يمتلك معظمها مصمّمين محترفين، كما أنّها لا تعمل على ترويج العمل ولا ربط الكاتب بالقرّاء والنقاد ووسائل الإعلام”، ويشير إلى أن هذه السلبيات “حاضرة بقوة في دور النشر القديمة التي يقوم عليها ذوو الخبرة من كبار الناشرين”، وهذا راجع بحسبه “إلى تقصير النقاد في نشر متابعاتهم لإصدارات تلك الدور”.
أمّا كمال قرور صاحب دار الوطن اليوم للنشر والتوزيع، فيؤكّد لوكالة الأنباء العمانية أن دور النشر الجديدة تأسست في مرحلة صعبة تتسم بـ”اضطراب سوق صناعة الكتاب، وارتفاع أسعار المواد الأولية، وانسداد أفق التوزيع” لافتًا إلى أن معظم هذه الدور تطبع بين 10 نسخ و100 نسخة للجامعيين أو للكتاب الشباب، أو لمن يريد سحب كمية قليلة من كتابه، فتأخذ هامش ربح على الخدمة وعلى وساطتها بين الكُتّاب والمطابع.
العمانية /طلال المعمري