نتحدث دائماً عن الحياة ويطيب لنا الحديث عنها بكل صراحة وكل آدمي يعيش على ظهر هذه البسيطة يعي ويعلم ماذا تعني الحياة له ولسائر البشر! فهذه حقيقة نعم ولكن هناك سؤال شائك وهذا السؤال هو متداول على السنة البشر الذين يعيشون مسالمين لايحبون إلا الخير لهم ولكل إخوانهم فهؤلاء لربما يعرفون معنى التعايش السلمي في الحياة بين الإنسانية جمعاء وحينئذٍ يتسائلون متعجبين!.
من أن هناك حروب وقتل ودمار وتهجير قسري وبالتالي يقولون :- لماذا هذه الحروب؟! ولماذا هذا القتل وإزهاق الأنفس بغير وجه حق؟! اليس الله الذي خلق لنا هذه الحياة ومتعنا فيها بالصحة والسلامة والعافية ومدنا فيها بعطاءات الخير والأرزاق! وهيأ فيها كل ما نريده ونشتهيه وكل ما نتطلع إليه ونهواه من مسكن ومأكل وملبس وأدوات نقل وأموال حتى نتمكن من تحقيق غايتنا في هذه الدنيا وهي العيش فيها بسعادة مرفهة محاطة بمدنية راقية!.
وعندما نكون نحن في حياتنا كذلك بالتالي ماالذي يدفعنا الى طريق الشيطان والشر بمعنى أوضح :- لماذا هذه الحروب؟! لماذا هذا القتل والدمار الذي ينتشر في كل اصقاع العالم؟! لماذا يقدم الإنسان على محاربة بنو جنسه من البشر لماذا يقتلهم؟! ويهدم بيوتهم ويدمر مؤسساتهم؟! لماذا يصادر اراضيهم لماذا يسلبهم حقهم في الحياة لماذا يظلمهم؟! وحينئذٍ تصبح الحياة ، كل الحياة! مليئةٌ بالتعاسةِ والنكد!! ولهذا الإنسان الحقيقي والإنسان السويّ يتوجب عليه إن شاهد ورأى بأم عينه مايخالف العيش الحياتي الطبيعي بمعنى آخر اذا كانت أرضه الذي يعيش فيها أرض سوء وليس بها أيةُ طمأنينة….فهنا يتوجب عليه…أن يسيح في ارض الله تعالى أي يرحل متوكلاً عليه سبحانه الى ارض الله الواسعة باحثا فيها عن مكان تطمئن إليه نفسه ويسعد فيه ضميره ويطيب له قلبه وتقر فيه عينه ليعيش فيه كريماً عزيزاً مطمئناً فيه على نفسه وأهله وولده وفي هذا يقول الله تعالى :- {{ إِنَّ اْلذِينَ تَوَفَّاهُمُ أَلْمَلَائِكَةُ ظَالِمِيِ أَنْفُسِهِمْ قَالوُا فِيمَ كُنْتُم قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِيِنَ فِيِ اْلأَرْضِ قَالُوا أَلَمّ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعةٌ فَتُهَاجِرُوا فِيِهَا فَأُوْلٰئِكَ مَأْوَاهُمُ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيِراً(97) }}.
ثم أنه ومن الناحية النفسية المعنوية فإن الإنسان المؤمن الذي له سريرة طيبة لايسعه أن يتعامل مع أرضه التي هي أرض سوء إلا بمنطق الهجرة إلى مكان ارحب! صيته طيب! ليس به معضلات وليس به قلاقل نعم مكان يسود فيه الهدوء وتملئه السكينة – مكان أهله ذوي جيرة جميلة طيبة مهذبة! لا تسمع لهم في سوء الأدب وسوء الأخلاق سمعة! بل لهم في دماثة الأخلاق شأن كبير وعظيم! فهم يعظمون إحترام الرجال! فصغيرهم يوقر كبيرهم والكبير عندهم يحترم الصغير ويعطف عليه – تشيع بينهم المرحمة! وينبذون المظلمة! رجال لهم في نجدة من يستنجد بهم حمية منقذ! يتسارعون إلى رد المظالم الى أهلها ولايتهاونون في إحقاق الحق وإبطال الباطل! نعم أخي القاريئ الكريم… هذه الأرض التي يحتاج إليها كل من يدرك شرا في أرضه أوبلده نعم يحتاج إلى السكن والخلود فيها! لمالها من مزايا الخير والصلاح الكثير..الكثير
الكاتب. أ. فاضل بن سالمين الهدابي