من خلال تتبعي لما يتصف به المعرضون عن الحق وأعداء الإسلام بشتى أنواعهم وجدتهم يشتركون في ثلاثة أمور سأستعرضها في هذه السلسلة:
الأمر الأول: الكذب، وهي صفة ملازمة لمن يعرض عن الحق ويؤيد الباطل، فهو لا يستطيع أن يدعم باطله بالحقائق الصحيحة فيلجأ إلى الكذب وتزوير الحقائق، فالمشركون كانوا يفترون على الله الكذب فيدعون أن الله يأمرهم بالفحشاء وأن الملائكة هم بنات الله عز وجل، ويجادلون في الحق بعدما تبين لهم.
وهذا تجده أيضاً في أهل الباطل في هذا العصر فهم لا يفتؤون من الكذب على الحق وأهله وتزوير الحقائق حتى وإن كانت علمية ثابتة كما نجد ذلك عند دعاة الإلحاد والشذو ذ والنسوية.
الأمر الثاني: التناقض: وكل كذاب لا بد أن يكون متناقضاً، فتجد أقوال دعاة الباطل مليئة بالتناقض، فبينما هم يزعمون أنهم دعاة حرية التعبير تجدهم يستكثرون على أهل الحق الصدع بالدفاع عنه، وبينما تجدهم يزعمون أنهم مع الحرية الشخصية إلا أن هذا لا يشمل حرية المسلمة في اختيار لباسها، ولا المسلم في إعفاء لحيته، ولا مانع من حرق المصحف ولكن لا يجوز حرق علم المثلية ….. الخ ألخ.
الأمر الثالث: التحالف ضد الإسلام: وهذه صفة عجيبة ولا يجد المرء لها تفسيراً سوى أن الكفر ملة واحدة وإن تعددت مشاربه، فتجد في الماضي المشركين يتحالفون مع اليهود ضد الإسلام مع ما بينهم من التخالف، فاليهود أقرب عقيدة للمسلمين من المشركين، ومشركو قريش أقرب نسباً للمسلمين من اليهود، ولكن كل ذلك لم يمنعهم من التحالف والقتال جنباً إلى جنب ضد المسلمين، بل أن اليهود قالوا للمشركين إنهم أقرب إليهم وأقرب للهداية من المسلمين (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً)
وكذلك تحالف المنافقون العرب مع اليهود ضد أقربائهم من المسلمين (ألَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
وفي عصرنا الحاضر نجد اليهود يتحالفون مع النصارى، والهندوس يتحالفون مع اليهود، ونجد الملحدين والمنافقين مستعدين للتحالف مع أي أحد إلا المسلمين ….. الخ. انتهى
د.صالح بن أحمد البوسعيدي