أؤمن بأنّ الكلمة تأثر على نفس الإنسان مهما كان عُمره أو منصبه أو قوته فالإنسان بجنسيه الذكر و الأنثى كائن رقيق يتأثر بمجريات الحياة و الأحداث التي يشيعها طوال عُمره سواء كانت أحداث جميلة أم سيئة لذلك الكلمة لها تأثير قوي جدًا فهي سلاح ذو حدين إن أخطأت قتلت المرء بمعنى عندما نوجه الكلام الجارح لشخص ما يزرع في داخله المشاعر السلبية كالخوف و الحزن و التوتر و الرهاب من الناس و المجتمع بحيث يكون لديه معتقدات و أفكار خاطئة و مغلوطة لذا يظن نفسه إنسان عاجز لا فائدة منه و يعيش بهذا الشعور السيء طوال حياته و قد يؤدي أحيانًا إلى الانتحار بدلًا من السعي و الكِفاح في تطوير الذات و مواجهة تحديات الحياة، لذلك الكلمة مثل حد السيف كما يقول البعض و لكن إن أصابت في المعنى المطلوب ساهمت في بناء المرء و تقدمه و ازدهاره و كانت هي المصدر في قوته و كفاحه لذلك علينا انتقاء الكلمات المفعمة بالإيجابية و الحيوية و الرقي من أجل مراعاة مشاعر الأخرين و زرع المشاعر الإيجابية المليئة بالأمل و التفاؤل، وقبل الحديث مع الآخرين من المنطق لابد من التفكير في الكلام الذي سوف تتحدث عنه و أن تقيسه على نفسك أولآ هل هو جارح ومؤذي أم هو كلام جميل لا بأس في قولة، فقد تمر على الإنسان أحداث مؤلمة و مظلمة و متعبة كفقد إحدى أحبته أو مشاكل بين أفراد أسرته أو الانفصال عن وظيفة ما أو اليأس و الخوف من المحاولة في السعي خلف حُلمٍ ما، في هذه الظروف هنا الإنسان يحتاج إلى المواساة و الدعم المعنوي و زرع الثقة من جديد في نفسه بكلمات تلامس روحه و قلبه و عقله تجعله يفكر جيدًا أن الحياة عبارة عن فوز و خسارة و فرح و حزن، و تذكيره أنها فترة ضعف و لكنها ليست من أجل الاستسلام و الانهيار أنما هي عبارة عن فترة تمر على كل إنسان لتجعله أقوى و أشد حتى يستطيع أن يقاوم الأزمات و تخطيها دون خوف، وتذكر دائمًا عزيزي القارئ أنّ الكلام الجميل و اللطيف يجعل منك إنسان محبوب و مرغوب بين الناس فلا تبخل بقول الكلمة الطيبة لأنها ترفع و تتطور و تقدم إنسان ما قد كان يظن أنه فاشل لا يستطيع فعل شيء لنفسه فتصبح أنت الملهم له ولو بكلمة طيبة خرجت منك.
غفران بنت صالح الهدابية