إسطنبول في 17 أكتوبر /العُمانية/ يعكس متحف القهوة في ولاية نوشهير
التركية أهمية المتاحف كأحد الأبعاد السياحية والثقافية المهمة في خارطة السياحة
التركية.
وقال المسؤول الإعلامي في بلدية نوشهير سردال غونار في تصريح لوكالة
الأنباء العمانية: إن المتحف يسافر بزواره في رحلة مع تاريخ القهوة، مشيرًا إلى
أنه يضم مختلف المعدات التقليدية لطحن حبوب القهوة وفناجين وركوات تاريخية مختلفة
الأنواع.
وأكد أن الهدف الأساس من تأسيس المتحف هو تعريف ونقل ثقافة القهوة
التركية للأجيال القادمة، كما يوفر المتحف تجربة فريدة وموسوعة معلوماتية ضخمة
تستعرض تاريخ القهوة منذ بداية اكتشافها – وخاصة تلك التي كانت مُنتشرة في زمن
العثمانيين – والطرق المختلفة في صنعها، بالإضافة إلى عرض أدوات القهوة المستخدمة
في تجهيز المشروب.
ويتيح المتحف لزواره معرفة مسار القهوة بدءًا من بذرتها ووصولًا إلى
سكبها في الفنجان قبل ارتشاف أول رشفة منها، إضافة إلى عرضه مستلزماتها وأدواتها
المستخدمة في تحضيرها مُنذ القرن السابع عشر للميلاد.
ويسعى القائمون على متحف القهوة في نوشهير – أكبر متحف للقهوة في
تركيا – إلى افتتاح فرع جديد منه في مدينة إسطنبول العاصمة الاقتصادية التركية؛
للإسهام في الإكثار من الترويج للقهوة التركية.
ويقدم متحف القهوة تجربة فريدة لمرتاديه تجعل من تجربة رشف فنجان من
القهوة بمثابة رحلة عبر التاريخ؛ لما يحتويه من آثار ومقتنيات تاريخية.
ويعود تاريخ القهوة التركية إلى القرن 16، حيث بدأ الأتراك في هذا
التاريخ بطحنِ وتحميص حبات البُنِّ، وفي غضون القرن 17 أصبحوا أكبر موزعي القهوة
في العالم.
وتتميز القهوة التركية بأنها ذات “رغوة” وتتم صناعتها من
أجود أنواع البن المطحون، ويتم طهوها حتى الغليان، ويقوم الكثير من الأتراك بوضع
السكر فيها أثناء طهوها، وتقدَّم في صحن صغير مع كأس ماء وقطعة من الحلقوم.
وتوجد ثقافةٌ دارجةٌ لدى الأتراك منذ حقبة العثمانيين بتقديم الماء
مع فنجان القهوة، ويرجّح البعض أن الماء يقدم مع القهوة لمعرفة إن كان الضيف جائعًا
أم لا؛ فإذا شرب الماء قبل القهوة فهذا يعني أنه جائع وعليه يتم تنويع سفرة
الضيافة له، وإن شرب القهوة قبل الماء، فهذا يعني أنه لا يشعر بالجوع فلا يثقلون
عليه.
أما قصة الحلقوم مع القهوة،
فإن قام الضيف بأكل حبة الحلقوم بعد شربه القهوة فهذا يعني أنه ممتنٌّ ومسرور من
حسن الضيافة والترحيب، ولكن إن تركها في الطبق ولم يأكلها فهذا يعني أنه غير راضٍ.
/العُمانية/النشرة الثقافية/عمر الخروصي