في بطون التاريخ حقائق لا يمكن ان نتنصل عنها لأنها تظل حقائق، فأولئك الذين يحملون فكراً لا يمكن مقارعته بالفكر هم بلا شكالإرهابيون بالأجر وبالطموح السياسي الشره وبالكراهية لكل آخر
بل وبالعداء للحياة، وهذا ما تشهد لهم به عصبيتهم الهستيرية وخروجهم على آداب الحوار وأكاذيبهم وتشويههم لخصومهم بكل الوسائل غيرالشريفة وعداؤهم للديمقراطية وحقوق الإنسان فنسجوا حكايات عن أبناء الشعب اليمني تصفهم تارة بالمجوس وتارة أخرى بأنهم كفاربهدف التحريض عليهم لدرجة أن علماء سلطات آل سعود أفتوا قائلين في خطابات رسمية في الحرمين المكي والمدني أمام الملأ بأن قتالاليمنيين مقدم على قتال اليهود وساعدهم على بث هذه الشائعات المغرضة عملاؤهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني الذين جعلوا من الريالالسعودي مقدسا مع أن الطريق الصحيح إلى الحقيقة يجب أن يمر بالتعرف على الرأي والرأي الآخر ولا يكون أبداً بطمس آراء الآخرين أوتسفيهها او الهروب من مواجهتها إما جهلاً بها أو استعلاء عليها أو رفضاً للنتائج من البدء ، كما أن واجب من يدعي العلم أن يسعى إلىإرساء قواعد الحوار التقريبي التي تقوم على وحدة بين شرائح المجتمع اليمني على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في صف سياسي واحدلمواجهة الأعداء ونصرة لقضايا الوطن وكذلك حفظ حرية التمذهب داخل هذا الصف أو ذاك وحفظ حرية التفكير والتعبير ضمن الأدبالاسلامي والإنساني وبذلك نكون قد روضنا جبهتنا الداخلية على التفاهم والحوار ومقاومة العدوان وهو ما يدعو إليه كل عاقل وحكيم: فهليربأ أولئك الذين مازال الشر متأصلاً في نفوسهم عن افعالهم هذه التي لن يضروا بها بالدرجة الأولى إلا أنفسهم، وهل يتقون الله ويحاولونان يجعلوا من انفسهم جسر اتصال وتقارب بين أبناء الشعب اليمني الواحد وأن تكون نواياهم وغاياتهم سليمة بدلاً من استغلالهم لأي حدثأو خطأ يقع فينطلقون منه لخدمة اهدافهم ومصالحهم الخاصة على حساب مصلحة شعب بأكمله وكذلك تحريض الخارج على بلادهم وهوالأمر الذي يجعلهم ينتقمون لفشلهم من كل شيء وبأي شيء؟! بل ولم يتعظوا حتى بعد دخول اليمن العام الثامن من الصمود الوطنيوالثبات في مواجهة دول تحالف العدوان وهنا يطرح السؤال نفسه وبقوة: ماذا استفادت السعودية تحديدا من هذا العدوان الظالم ضد شعبجار ومسالم لم يلحق بها أي أذى بل بالعكس السعودية هي التي كانت تؤذيه ومازالت تتدخل في شؤونه الداخلية ومنعته حتى من بناء دولتهوالاعتماد على نفسه ووقفت حائلا دون استخراجه لثرواته التي حباه الله بها في باطن أرضه وظاهرها لتضمن خضوعه لإرادتها وتسييره فيالخط الذي تسير عليه؟ وقد تحدثنا في هذا الجانب كثيرا في مقالات سابقة، لكن مع الأسف لا أحد يعير ذلك اهتماما وكأن ما يقوم بهالنظام السعودي من تدمير لليمن وشعبه هو حق من حقوقه، والجواب على السؤال المطروح: أن السعودية قد خسرت من خلال شنها الحربالظالمة على اليمن كل شيء، خسرت سمعتها وأموالها ونفوذها وسلاحها وعرت نظامها ومذهبها الوهابي الذي كانت تقدمه للعالم على أساسأنه يمثل الإسلام ومن لم يعمل به فهو كافر واليوم يأتي المهفوف محمد بن سلمان ليتبرأ من هذا المذهب المتطرف الذي جعل من الإسلام دينالتشدد والذبح والقتل والإرهاب وتكفير الآخر وهو الذي قال في تصريح لصحيفة أمريكية بأن سيدته الولايات المتحدة الأمريكية هي من فرضعلى النظام السعودي تدريس المذهب الوهابي بتعاليمه المتشددة وتصديره للخارج بهدف محاربة الاتحاد السوفيتي سابقا كونه ينشرالالحاد وإرسال المتشددين الى افغانستان لمقاومته والحد من وصوله الى المياه الدافئة في منطقة الخليج، كما كشفت السعودية عن سوءةجيشها الورقي الذي يعتبر من حيث الإنفاق عليه ماديا وتسليحا من الجيوش المتقدمة في العالم ولكنه أثبت خلال المواجهات في الميدان معرجال الله أنه لا يحسب على الجيوش ولذلك فقد استقدمت السعودية جيوشا من العملاء والمرتزقة ينتمون إلى اكثر من عشرين دولة بالإضافةإلى العملاء المحليين من اليمن ليقاتلوا بالنيابة عنه وما زالت تستقدم الكثير منهم وتنفق عليهم من أموال الشعب في نجد والحجاز ما يمكنان تسخره لإيجاد وظائف لأبناء شعبها والقضاء على البطالة.
ورغم ما يلحق السعودية من هزائم بشكل يومي على أيدي رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية لاسيما بعد دخول الطيران المسيروالصواريخ الباليستية على خط المواجهة إلا أن النظام السعودي الذي يقوده المغرور محمد بن سلمان لم يستوعب الدرس بعد كونه ينهجسياسة فرعونية متكبرة تجعله لا يعترف بهزيمته المدوية إلا وهو مشرف على الغرق غير مدرك أن المكابرة والغرور مقبرة لكل طموح.
أحمد الشريف