قراءة في تغريدات سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
لم يكن في بال أحد أن تعود المقاومة الأفغانية إلى السلطة من جديد، وأن تتراجع أمامهم أكبر قوة عسكرية في العالم.
تساءل الناس حينها في ذهول: هل حدث هذا فعلا أم أننا في غمرة ساهون.
لم يكن أمام العالم المادي سوى أن يطرح مجموعة من الفروض، فلا يمكن لظاهرة كهذه أن تسير دون تدبير من الأمريكان، فالواقع الذي تعيشه طالبان لا يسمح بترشيح فرض آخر، خاصة وأن مفاوضات الدوحة سرية وغامضة.. وأمام هذا التفسير بدا للكثيرين أن الأمر يسير وفق خطة مرسومة لم يكن الأفغان فيها سوى عرائس من قماش.
وبينما العالم الإسلامي يهمهم في صمت كان سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي يفكر في أمر آخر، وينظر إلى الحدث من زاوية مختلفة، فمهما قيل من خطة أو تدبير يبقى أن أصحاب الأرض صمموا على البقاء واستعصوا في عزيمة على الفناء، ومضى الجيل الأول عزيزا لم تنحني لهم قناة، ولم يركعوا أمام الطغاة، وجاء الجيل الجديد فاختار طريق المفاوضات، ولكنه لم يقدم في المنظور حتى الآن أية تنازلات.
لم يكن أمام الشيخ فرصة للانتظار فالانسحاب نفسه ظفر وانتصار، فأمريكا كما يقول عبد السلام ضعيف في مذكراته كانت تقتلع الأرواح دون إعلان، وتدوس في الشوارع من تشاء كما تشاء، تدخل فرقة بأكملها في قندهار وغيرها أي بيت من بيوت الأفغان وتبحث في أكوامه عن عدو مفترض، فإن وجدت مُقعدا سحبته أو مريضا ركلته، ثم تقتل من تشاء. وبحسب صحيفة الجارديان فإن ضحايا الحرب الإمريكية منذ 1422/ 2001 يصل إلى ثلاثة ملايين بينهم 900 ألف طفل، لم يكن اقتحام المنازل وإجبار الأفغان على استخدام الطرق الترابية وفرقعة الأعراس والحفلات بالقصف المستمر وحده ما يميز الأعوام العشرين، بل كانت الخطة تقضي بتجفيف مخرجات مدارس القرآن الكريم حتى ولو تم استهدافها بالطائرات، ففي عام 2018 قصفت الطائرات الإمريكية مدرسة قندوز ومزقت أشلاء طلابها بعد فرحهم بختم القرآن الكريم، حدث يكرر نفسه حينما قضت أيضا على طلاب آخرين في مسجد بكتيكا.
إن ما حدث من انتصار في قراءة سماحة الشيخ تحقيق لوعد الله فالقوة التي سحقت كرامة الإنسان وانتهكت حرمات الآمنين آن لها أن تسطلي بسنة الله، وأن تركع في ذل أمام فئة قليلة غلبت بإذن الله فـ” كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”
لم يكن هذا وحده الذي دفع العلامة الخليلي إلى تهنئة الظافرين بل كانت أيضا رسالة عاجلة إلى بعض القيادات الدينية عندما غيرت خطابها بعد التطبيع وانشقت حناجرها بحب الغاصبين.
كان هذا الحدث السياسي والفكري قبل عشرة أشهر تقريبا عندما نشر الشيخ تغريدة طويلة يساءل فيها الأمة الإسلامية كيف تقبل بالتطبيع، وكيف تسمح لنفسها أن تحب الغاصبين. واستدعى من ذاكرته حادثا مماثلا عندما عمت العالم الإسلامي موجة الخنافس الهيبيين وتقلّد الشباب والفتيات موضتها الغريبة، وكيف أن الله تعالى قيض للعالم الإسلامي صحوة كبيرة التقط فيها المسلمون أنفاسهم، واستداروا يدافعون عن الإسلام من جديد ويربون أبناءهم على الاعتزاز به والدفاع عنه.
كان البيان الذي أرفقه الشيخ مع التغريدة يتحدث عن سنة إلهية تجري في مثل هذه الظروف المشابهة عندما تنخذل جماعات المسلمين وتقدم في وجل تنازلات عن الكرامة والدين، وتبدأ قياداتها الدينية تسير في ركاب الإرادة السياسية؛عندها سيهيء الله من يقوم بالحق ويستبدل الصادقين بالمتخاذلين: ” إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم “
… ولكي نتتبع الأحداث التي تؤيد هذه النبوءة الحدسية للسنة الإلهية وربطها بالحدث في أفغانستان نجيب على هذا السؤال:
ما هي قصة الهيبيين الخنافس ؟
بدأت هذه الموجة التي افتتن بها شباب المسلمين في الولايات المتحدة عندما شعر الشعب بطول أمد الحروب وضاقت بالعالمين السبل والكروب، وانتشرت الأمراض النفسية والاكتئاب، لقد كان ما يدفع لحرب فيتنام يفوق ما يقدم للخدمات والبلاد، وكانت قصص الحروب والإبادات تقدم على أنها انتصارات. وكشرت الرأسمالية عن أنيابها وشقت الانتهازية والعنصرية طريقها بين الجماهير الإمريكية والأوربية، وتمايز الناس بالأعراق الإنسانية والحيوانية، وبدا للطبقات الكادحة أن الأرستقراطيين والبرجوازيين البيض يحوزن على الحياة السعيدة وأن للطبقات الوسطى والملونيين سوء العذاب، فانتشرت أغاني الروك بين البيض وصرخوا يتألمون من سوء الحياة، وانتشرت بين الأفارقة أغاني البلوز ثم اتحد الإنثان في الروك آند رول للتعبير عن حجم الكآبة والأحزان بطريقة غنائية مجنونة، وفي تلك الأثناء ظهرت فرقة الهيبيز واتخذت من فلسفة ديوجانس الكلبي دون أن تشعر مثلا أعلى فاختارت أن تقدم احتجاجا عن طريق مخالفة الأعراف والتقاليد والنوم في الشوارع والمشي من دون النعال .. وتطويل الشعور وأغاني الروك وتعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات والجنس..
لم يكن العالم الإسلامي يعاني من العنصرية والاكتئاب، ولكنه كان يعاني من الذل والهوان، لقد كان المستعمر بجانب سحقه للأرواح يقدم نفسه بمظهر المتحضر الذي يفهم الحياة، وأن العوالم الأخرى إن لم تتبن الثقافة الغربية فهي متخلفة ورجعية، رافق ذلك الدعاوى الشيوعية التي تزعم أنها جاءت لنصرة المستضعفين، فانتشرت مظاهر الهيبيين في العالم الإسلامي فطالت الشعور وماعت الأخلاق وتقمص الشباب والفتيات أشكال الخنافس من دون أن يكون لهم هدف أو يصرخوا بدعوى ..
ضاق المسلون ذرعا بتقليعات الشباب وشعر المفكرون بتهديد حقيقي للثقافة الإسلامية، وبدأت كتابات بعض المفكرين المسلمين تحتار، وبينما الناس في غمرة ساهون إذ استيقظت الصحوة الإسلامية، وانتشرت خطابات المسملين الجريئة وظهرت في إيران الثورة الإسلامية. فكان هذا من أقوى أسباب انحسار الإعجاب بالثقافة الغربية، والاختفاء التدريجي للخنافس الهيبيين، وظهور كتابات إسلامية جريئة تنتقد الغرب والحركات الهدامة، هذا فضلا عن انتهاء هذه الموجة في الغرب نفسه آنذاك.
واليوم وبعد مضي خمسين سنة تعود ليلة البارحة من جديد
في عام 1422/ 2001 أعلنت أمريكا أن الوضع في أفغانستان يسير بانتظام، وأن أولئك الذين ظن العالم أنهم هزموا السوفييت لم يكونوا سوى جنود للمعسكر الغربي، وأن حفلة النصر التي فرحت بها جماعات المسلمين لم تكن سوى متاع دنيوي إلى حين.
فبعد موت الملا عمر تكون أمريكا قد أنجزت في هدوء مهمة تاريخية كبيرة أنهت بها أسطورة الجهاد الإسلامي وبرهنت للمسلمين المتحمسن أنها ليست لعبة كالسوفييت.
ومع انتهاء أسطورة الجهاد انفردت أجنحة المحتل الغربي من جديد وانتقل في عجل إلى استدعاء الكيان الصهيوني الغاصب ليبدأ دون ضجة سلسلة علاقات أخوية باسم الاشتراك السماوي أو باسم أبناء العمومة، مع شرط صغير لا يكاد يصمد أمام مستقبل السلام وهو انتهاء الألم من القضية الفلسطينية وردم نضالها إلى الأبد، وشرط أصغر منه وهو اتهام المقاومة الإسلامية بالراديكالية والاعتداء، وأنها مصدر الإزعاج الكبير.
لم تكن هذه الترتيبات السريعة مهمة شاقة لأن القيادات السياسية أقرب لأمريكا من حبل الوريد، لكن المهمة التي لم يكن في الحسبان أنها أسرع من طرف سليمان هو انهيار بعض القيادات الدينية وتصريحها بالثناء على اليهود الغاصبين وإعلان استقبالهم باسم الإنسانية والدين. ويبدو أن هذه القيادات كانت تعتقد أن التطبيع مع الصهاينة هو نهاية العالم، وأن المسلمين الذين كابروا فترة من الزمن كانوا مخطئين؛ فليس هناك أفضل من العيش في سلام وحقن الدماء، واعتبار أبناء العمومة مخلصين أوفياء، حتى ولو كنّا أمامهم خائرين أو كنا حذوة في فرس الغاصبين. ومن أجل هذا ظهرت خطابات الأنسنة، وأن المشترك الإنساني المجرد من أفكار (إيدولوجيات) الأديان هو الحل الوحيد، وأن استثارة الجانب الإنساني عند المحتل سبيل لجلب الشفقة وإثارة الأشجان.
أزعج ذلك العلامة الخليلي وانتفض في محاربة التطبيع وأعلن في خطابات مكتوبة ومتلفزة أن التطبيع خيانة للمسملين، وللقضية الفلسطينية وشدد النكير على القيادات الفكرية الإسلامية كيف تتودد إلى الصهاينة وكيف تغير خطابها البنائي وتنقض غزلها من جديد؛ فانطلق في تغريدة كتبها قبل عشرة أشهر يقول ” ظهرت في الأمة ظاهرة سلبية جديدة وهي التودد إلى العدو الذي أمرنا الله تعالى بعداوته، والتباهي بذلك من غير استحياء ولا استخفاء، وقد تسارع إلى هذا بعض رموز الأمة الذين كنا نعدهم لها أوتادًا وقلاعًا، فإذا بهم يتخلون عن ماضيهم المشرق، ويرفعون من الشعارات ما يقربهم زلفى إلى ساداتهم” واعتبر الشيخ أن ذلك يخالف التحذير الإلهي الموجه إلى القيادات السياسية والفكرية بالخصوص عندما يتسلل إليها مرض القلوب وتحسب في غفلة أن عدوها صديقها وأنها ومجدها الكبير فداء لعزه الكريم، فلربما يشفع ذلك في استبقائها حية ولو على السرير: ” فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ”
لكن المثير أنه في هذه التغريدة التي نشرت في الأول من ربيع الأول عام 1442هـ – الثامن عشر من أكتوبر عام 2020م تنبأ فيها وفق تلك السنة الإلهية بظهور جماعة إسلامية يعتز بها الإسلام ويتراجع أمامها الغاصبون، وأنها سترفع عقيرة الإسلام مرة أخرى وتفضح القيادات الفكرية التي ركعت للصهاينة وباركت التطبيع فقال: ” وبحسب ما عهدناه في سنة الله في خلقه لابد أن يحسم هذا الأمر قدر إلهي يبرمه الله تعالى تحقيقا لوعده: ” فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ” وذلك على أيدي رجال يحبهم الله ويحبونه كما آذننا الله في قوله : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”
لقد كان العلامة الخليلي شاهدا على برهان هذه السنة الإلهية في سبعينيات القرن الماضي عندما استجمعت الصحوة الإسلامية قواها وانطلقت مع انطلاق الثورة الإسلامية في إيران، تنافح باسم الإسلام وتقضي على مظاهر الهيبيين والخنافس والتقليعات الثقافية الأخرى فقال: “مضت علينا حقبة من الزمن كنا نشاهد فيها فئام من شباب المسلمين لا هم لهم سوى تقليد الآخرين في مظاهرهم الشاذة كالخنافس والهيبيين، واستمروا على ذلك إلى أن قامت صحوة إسلامية زلزلت الأرض تحت أقدام عتاة الكفر فأفاقوا على عزة الإسلام … ” مرفق التغريدة
ولا يضع الشيخ في خطاباته الإسلامية أي اعتبار للمذهبية وإنما يرى أن الإسلام واحد لا يتجزأ وأن المذاهب الإسلامية مناهج متكاملة فسواء عززت الصحوة الإسلامية بالثورة الإسلامية الإيرانية أو عززت بانتصار المقاومة في أفغانستان أو نضال المقاومة الإسلامية الفلسطينية؛ المهم هو الإسلام فمن سعى إلى نصرة الإسلام واسترد للأمة مجدها ورفع بشعار الإسلام رأسها فيستحق التأييد، وهكذا يمكن أن نفسر تهنئة الرئيس أردوغان باسترداد مسجد أيا صوفيا.
إن النفوس المؤمنة التي تقرأ القرآن الكريم بروح إيمانية ومنهجية لا تفوتها الإشارات الحضارية التي يقوى بها جانب الحق وتتفوق بها قوة الإيمان فالله تعالى يدعو أهل الكتاب إلى ترك خلافاتهم ونبذ عصبيتهم فيلتفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرته وتعزيره : “الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
وفي معركة بدر تحركت أطماع المجاهدين وتأثرت قلوبهم بالغنائم، إن النفوس التي انكسرت بها شوكة الكفر تجد نفسها الآن أمام اختبار كبير، ولسوف يتحدد المستقبل القريب بالطريق الذي يختارون. وهذا ما حدث فعلا تعالت الأصوات واختلفت القلوب وفاحت ضجة التنافس على المتاع الدنيوي القليل حتى انتبهوا فجأة على خطاب الله :” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (1) “، لكن هذه السنة ماضية في الحياة؛ فالنفوس التي انتهت بالزجر والتذكير ستنسى مرة أخرى وتسمح للعدو الذي هزمته أن يعود منتصرا من جديد. وصدقت سنة الله فقد نزل الرماة في أحد وانطلقوا متأولين خلف الغنائم، ودوت في أوساط الملسلمين انفاجارات عظيمة حتى كسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقط من المسلمين سبعون، كانوا يمثلون خيرة المجاهدين، ومرة أخرى يذكر القرآن الكريم بالأسباب: ” أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
بمثل هذه الروح المنهجية المتدبرة يقرأ العلامة الخليلي القرآن الكريم وينطلق في خطاباته وهو يحكي سنة الله ويذكّر الإمة الإسلامية بمجدها المرهون بامتثال أمر الله والانتباه إلى السنة الإلهية التي لا تتغير.
ولا تزال الأمة الإسلامية بخير ما دام فيها هؤلاء المصلحون؛ وهذه هي مهمتهم؛ فقبل آية التذكير باضطراب المسلمين في أحد قال الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ” .
ولذلك ليس غريبا على هذا العالم الجليل المسكون بهموم الأمة الإسلامية، المتألم لوضعها، المتفائل بمستقبلها أن يهنئ أفغانستان بانتصارها إذ كانت هذه التهنئة متسقة مع منهجه الإيماني والفكري، كما أنها فرصة لتذكير إخوانه العلماء بالسنة الإلهية حتى تكون رسومهم وخطاباتهم لمستقبل الإسلام وليس لخدمة الطغاة والأزلام .
تغريدة سماحة الشيخ الجليل :