في يوم الحادي والعشرين من نوفمبر لعام 2022 – اثنان وعشرون بعد الألفين للميلاد ستنطلق الصافرة الأولى لبدء مشوار كأس العالموالتي ستكون هذه المرة محتضنة عربيا لقد أرادتها الشقيقة قطر ومن خلفها العرب أجمعون من بغداد العراقية وحتى نواكشوط الموريتانيةومن مسقط العمانية وحتى الرباط المغربية! نعم كلنا كعرب بعدد دولنا وعددنا وتعدادنا السكاني كنا نقف خلف دوحتنا الأبية وهي تخوضغمار التحدي في الترشح لإستضافة كأس العالم في نسختها الثانية والعشرون…ولأول مرة ستكون تحت إشراف عربي! فمنذ عام الألفينوعشرة عندما كانت القرعة قد أتت لصالح قطر وأن الدوحة هي التي ستكون صاحبة الإستضافة لهذا الحدث الرياضي العالمي الأكبر فيعام الفين وإنثنتين وعشرون كانت فرحة الشعوب العربية بهذا الخبر لاتوصف فقد خرجت الجماهير العربية في شوارع بلدانها معبرة عنالفرح العارم الذي إجتاح وجدانها ومشاعرها! فقد كانت الوجوه تتهلل فرحا واستبشاراً بالخبر اليقين الذي ملئ شاشات التلفزة العربيةبالنور والإشراق! فقد كان الإعلاميون الرياضيون العرب يعلنون أخبار نجاح قطر بإستضافة المونديال وهم متعبين فرحا فقد الواحد يتنفسبسرعة وهو يذيع خبر قطر وإستضافتها لكأس العالم في 2022 ميلادية.
أعزائي القراء الكرام :-
سيتواجد المنتخب الأرجنتيني في المونديال القطري كعنصر أساسي وأحد الأعمدة الكبيرة التي ستصول وستجول في الملاعب الدوحويةالتي ستحتضن المباريات المونديالية…طيلة إيامها وبالتالي فإنني أجد نفسي مضطراً لطالما ذكرت المنتخب الأرجنتيني…أن أتذكر شخصيةفذة في تعاملها مع شكل المستديرة التي كان لها ذلك التعامل الذي ألهب مشاعر وأحاسيس الملايين من البشر فوق هذه البسيطة لا لشيىئٍ سوى أن هذه الشخصية كان لها كاريزما خاصة حين تلتقي مقدمة الحذاء الذي ترتديه أقدامها مع المستديرة لتلمسها لقد صار ملايينالبشر من الرياضيين حول العالم مجانين هذه الشخصية التي لابد من ذكرها بصريح العبارة … نعم فهذه الشخصية هي شخصية دييغوأرماندو مارادونا الأسطورة الكروية الكبرى! الخالدة! والظاهرة الكروية التي لا اعتقد بأنها ستتكرر على مدار الأيام والسنوات!! نحن لاننكربأن هناك من يتقن لعب الكرة بل ويتفنن في التعامل معها ولكن ليس بنفس الجاذبية التي يتحلى بها دييغو مارادونا عندما تتلقى رجليهبالكرة سواء عن طريق مناولة من أحد زملائه اللاعبين أو عن طريق الأخذ عنوة من أحد لاعبي الفريق الضد…فرشاقة قامته القصيرة التيتساعده على سرعة الإنطلاق بالكرة نحو مرمى الخصم مسببا الرعب والإرتباك لخط الوسط المدافعين خصوصا وأنه يتحلى بالمهارة الفائقةوالسرعة المذهلة التي تجبر الفريق على للتراجع للخطوط الخلفية اي إلى خلف منتصف الملعب وهذه هي ميزة مارادونا! فإحدى خصاله فيالمستطيل الأخضر إنه يجبر الخصم على التراجع ليربكه في ملعبه وهناك صفات عجيبة تميزه عن أقرانه اللاعبين الكبار في العالم ناهيكعن اسلوب المراوغة السريعة الذي يتحلى به! اننا في هذه الأيام التي تقربنا من موعد انطلاقة المونديال القطري بالإضافة الى الحضور المهملميسي وديماريا ورفاقهما الإلبيسيليستيين أعمدة التانغو :- فإننا نستذكر ذلك الإسم الذي ابهر العالم بأسره بفنه الكروي العجيب! والإسطوري ونستذكره.
أيضا لأن كأس العالم أمسى مرتبطاً به وبقميص الذي يحمل الرقم عشرة (10) فقد سمعت أحد المحللين الكبار في إحدى القنوات الرياضيةيقول :- لقد كان الرقم 10 أيام نجومية مارادونا في بيونس آيرس له اعتبار خاص ويستطرد ذلك المحلل فيقول :- لكل عمارة أسنصير (لفتكهرباء).
وبالتالي عندما تريد أن تصعد إلى الدور العاشر مثلا فيسألونك الذي يصعدون معك الى اين ذاهب؟! فتقول لهم أنا صاعد الى الدورالعاشر فيردون عليك :- لا .. أنت صاعد الى دور (مارادونا) الى هكذا حال أوصله فنه الكروي وإلى هكذا حال أوصلته شهرته الذهبيةالعالية!! لذا كنا قد تمنيناه أن يكون موجود مع الإرجنتين وفريقها القومي للكرة حتى يكون المونديال اكثر جمالاً وأكثر إثارة خصوصا فيمايتعلق بحالات التنافس في الملعب بين اللاعبين وحالات التنافس على مستوى الإعلام … ولكن قدر الله ماشاء فعل – اذ لم يمهله القدر فقدرحل عن عالمنا في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر في العام 2020 ورغم إيماننا بالقدر خيره وشره وحلوه ومره إلا أن هناك أرواحاًمارادونية قد شغفها الفن الكروي المارادوني حباً فهامت فيه الهيام الذي يقود إلى الجنون ولاتزال في هيامها القاتل خصوصاً حين ترىقميص الأرجنتين برقمه الميساوي (10) الذي يرتديه ميسي – فهي ترى شخص مارادونا في ليونيل ميسي المنقذ للإرجنتين ونتمنى في ظنهاأن لا يخيب هذه المرة! فهي تمني النفس بأن يكون هذا المونديال ميسياً سكالونياً إرجنتينياً.
الكاتب / فاضل بن سالمين الهدابي