بدايةً أقر بأنني لا أطمح على الإطلاق في الدخول في معمعة المجالس الشعبية المنتخبة لقناعتي التامة بعدم مقدرتي على حمل هذهالمسؤولية الجسيمة التي تتطلب الكثير من الأمانة والحنكة والمراسة والكياسة والوقت، ومزيداً من العلاقات المتينة مع صناع القرار وأصحابالمؤسسات الخاصة ، وأنا لست من ذلك في شيءٍ ، ورحم الله امروءٍ عرف قدر نفسه ..
إلا أنني من خلال هذه الأسطر المتواضعة أخاطب إخواني المترشحين لعضوية المجلس البلدي في محاولة لأَن أسرج حصان آمالي وأمدبصيرتي وبصري إلى البعيد لعلي أصل إلى رؤية ثاقبة في فارس الأحلام المنتظر، مع الاعتراف بضعف البصيرة وضيق حدقة العين بسببتقادم العمر وعوامل التعرية الزمنية..
أولاً : أناشد الناخبين أن يحسنوا اختيار العضو المناسب، وأن يجعلوا مخافة الله نصب أعينهم قبل أن يعطوا صوتهم لأي مترشح، وعلىالمترشح نفسه تقييم ذاته تقييماً عميقاً حول أهليته للترشح وذلك من مختلف النواحي العلمية والمعرفية والإلمام التام بمهام ومتطلبات المسؤوليةالتي سيتحملها، ويكون مسؤولاً عنها في الدنيا والآخرة، والأخيرة هي الأكثر خوفاً وهلعاً، فلن تنفعك الأبهة ولا شهاداتك ولا تزكية الآخرين لك..
ثانياً: كم تمنيت من إخواني المترشحين في مختلف ولايات السلطنة أن يهتموا من خلال حملاتهم الانتخابية أن يقدموا شيئاً من رؤيتهموتطلعاتعم المستقبلية في حال فوزهم وفق قدراتهم المعقولة، فذاك أثقل وزناً وأعلى شأناً من التنافس والتفاخر بالمؤهلات، وتزكية الأهلوالأصدقاء..
ثالثاً :على المترشح أن يتقبل العمل بعد فوزه وفق الصلاحيات والإمكانات المتاحة التي هو يعرفها من الآن، وأن لا يتحجج بعد الفوز بعدموجود صلاحيات وإمكانيات، خاصة وأنه عايش من سبقه، وعرف البئر وغطاه كما يقال..
رابعاً: يجب أن يسعى لاستنباط حلول بديلة لمختلف العراقيل والمطبات التي ستواجهه، وإيجاد مداخل ومخارج لها من خلال استثمارعلاقاته مع مؤسسات القطاعين العام والخاص ..
خامساً: يتحتم عليه أن يضع خطة عمل عقب فوزه، تشتمل مختلف التنظيمات والتحسينات والتعديلات التي يستطيع عملها خلال فترة وجودهفي العضوية، وفقاً للإمكانات المتاحة سواءً من الحكومة أو المساعي الذاتية فكل ولاية بحاجة إلى دراسة ممنهجة لاحتياجاتها التنظيميةوالتنموية، وليست كل هذه الاحتياجات بحاجة إلى أموال وفيرة، وإنما بحاجة إلى عقول كبيرة..
سادساً : يتطلب منه خلق علاقة مجتمعية فاعلة مع شرائح المجتمع المختلفة، وعقد اجتماعات دورية للاستماع إلى مطالب الولاية وإطلاعهمعلى الإنجازات التي حققها بمبادرة ذاتية، وبدون أن يطلب المجتمع ذلك منه..
سابعاً : هناك الكثير من المشاريع والأفكار يمكن تنفيذها بالشراكة المجتمعية شريطة تقوية هذه الشراكة وتعزيزها بالمصداقية والشفافيةوتعاون الجميع، وولاية بهلا على سبيل المثال بحاجة إلى حديقة عامة، وأقترح على من يفوز وضع رؤية لإمكانية استغلال المساحة المجاورةلنادي بهلا لإقامة حديقة عامة بها تكون بديلاً عن الحديقة القائمة والتي تم محاصرتها من جميع الجهات ..
ثامناً: على أعضاء المجلس البلدي السعي الجاد لتثبيت هوية خاصة للعمل البلدي بما يتتطلبه من مقر ثابت، وإيجاد قنوات للتواصلالرسمي والشعبي، لا أن يظل هكذا بدون هوية معروفة، وضمان وجود الأعضاء في مختلف اللجان الرسمية والشعبية في الولاية لتأكيدالتفاعل مع سائر القضايا التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، وأن لا يعيش بمعزل عن الإرهاصات المجتمعية، وبانتظار الأوامرالرسمية فقط، وكأنه يدار بالريموت كنترول..
تاسعاً : على العضو المنتخب تكملة ما بدأه من كان قبله، ومواصلة التشاور معه والاستفادة من تجربته الثرية في هذا المضمار وتطويرهاومعالجة جوانب القصور فيها..
عاشراً : وجب علينا أن نقدم الشكر والتقدير لأعضاء المجلس البلدي الحالي الذين بذل بعضهم ما بوسعه وأنجز الكثير من الأعمال وقامبالعديد من الإصلاحات، فلهم منا عظيم الشكر والثناء ..
ختاماً نؤكد على أن تجربة المجالس البلدية في بلادنا لم تعد حديثة العهد كما كانت، وهي أقرب إلى الممارسة الشعبية أكثر من رابطهاالرسمي، وتعتمد في نجاحها على قدرة الأعضاء في توظيفها التوظيف الأمثل من خلال عصف الفكر، والاستفادة من أفكار الآخرين لتحقيقالأهداف والطموحات المرجوة منها..
وفق الله الجميع لمرضاته إنه سميع مجيب الدعاء.
أخوكم: ناصر بن مسهر العلوي
الخميس ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٤هـ
الموافق ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢ م