تحتوي البصرة على ما يقارب الـ 200 مسجد، إلا أن أهمها المساجد التاريخية الأثرية المشهورة أهمها:
جامع البصرة الكبير، وهو أول مسجد في الإسلام خارج منطقة شبه الجزيرة العربية، وبني عام 14 للهجرة بعد فتح البصرة من قبل القائدالعربي عتبة بن غزوان في عهد الخليفة الثاني سيدنا عمر بن الخطاب، وبعد حريق البصرة الكبير عام 17 للهجرة، أعيد بناؤه مرة أخرى منقبل الوالي الصحابي أبو موسى الأشعري.
شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تأريخ الإسلام والمسلمين وتأريخ العراق ففي أروقته كانت تعقد حلقات الدرس العلمية والفقهية واللغويةحتى صار فيما بعد من أكبر المعاهد العلمية الذي درست فيه مختلف العلوم.
وفيه ألقى الخليفة الرابع امير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب خطبته الشهيرة عندما وصل إلى العراق عام 36 للهجرة، ولذلك يطلق عليهاليوم أيضا اسم جامع خطوة الإمام علي ، ومن مشاهير من زاروا المسجد أو قضوا شطراً من حياتهم بين جنباته، عبد الله بن عباس،والحسن البصري، وتلميذه واصل بن عطاء، وكبار علماء المعتزلة، وأبي علي الجيائي، وأبو الحسن الأشعري، ونشأ عنه مذهب الأشاعرة فيعلم الكلام، فضلاً عن عشرات الصحابة الذين استقروا في البصرة أو أقاموا فيها فترات مختلفة خلال معارك المسلمين لفتح بلاد فارسويضم حاليا مكتبة ضخمة فيها وثائق وكتب نادرة ونفيسة.
لكن، المسجد حاليا ورغم إعادة تعميره والاهتمام به بحيث أصبح مقصدا مهما للسياحة الدينية على وجه التحديد، لكنه ما زال بحاجة إلىاهتمام أكثر وصيانة الأجزاء التراثية الموجودة فيه بشكل مستمر وفقا للقائمين عليه.
ومن المفارقة الأخرى الحجاج بن يوسف الثقفي ارتكب بهذا المسجد المجازر.
وكان إمام أئمة هذا المسجد عالم إمام البصرة الجليل الكبير سيد التابعين “الإمام الحسن البصري” والإمام “محمد إبن سيرين” وسيدنا“أنس بن مالك” خادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبالمناسبة ابن سيرين صلى على أنس بن مالك وكان مرافق له وكان يروي عنه وكانيستمع ويدون له أغلب أحاديثه.
فمسجد البصرة الكبير يقولون سمي المسجد الجامع وله مسميات كثيرة جدا ويتوافد عليه الكل من كل حدب وصوب خصوصاً في زمن الدولةالعثمانية سواء من باكستان والهند والخليج، هذا المسجد موجود في قضاء الزبير، فعندما تجبس وتقرأ وتتأمل تاريخ هذا المسجد هذا المكانمدرسة الحديث النبوي الأولى، خصوصاً في العراق، وكل كتب الحديث من البخاري إلى مسلم إلى إبن حبان وغيرهم البداية الحقيقية من مسجد البصرة.
وهل أروع مما كتب الإمام شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء، هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأصلثم الدمشقي شمس الدين الذهبي. ويعتبر الإمام الذهبي مؤرخ الإسلام، كما أنه أحد أعلام الحفاظ الذين برزوا في علم الحديث، المولود673 للهجرة في دمشق، وقد خلف الحافظ الذهبي للأمة الإسلامية ثروة هائلة من المصنفات القيمة النفيسة التي هي المرجع في بابهاوعظمت الفائدة بهذه المؤلفات ونالت حظاً كبيراً من الثناء وكان لها القبول التام لدى الخاص والعام.
فعندما أتكلم اليوم عن مساجد البصرة من الطبيعي جداً أن أقرأ وأتتبع ما كتب الإمام شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء عنالعلماء الذين مروا في العراق منذ زمن عمر بن الخطاب الذي فتح العراق والمدائن وغيره من العلماء لأعرف التواريخ وأستطيع الوصول إلىنتيجة لأعرف تاريخ هذا المكان أو هذه البقعة من الأرض من تاريخ الكوفة أو تاريخ البصرة وغيرهم.
في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي، وتاريخ علماء البصرة ستصل أيضاً إلى نتيجة معينة عن تاريخ مساجد البصرة والأماكن التاريخيةالتي أهملت ولم يعرف عنها أحد حتى القبور فهناك قبور وهمية وتحققت من هذا الأمر من محدث البصر الكبير الأستاذ د. عبد الباسط خليلمحمد الدرويش “1958” م، أستاذ علم الحديث وعلومه في قسم القرآن الكريم بكلية العلوم الإنسانية في جامعة البصرة، هذا مؤرخ وكتبه جميلة وعلمية وأكاديمية.
وفي البصرة، جامع المقام، أسس عام 1754 م، وسبب تسمية الجامع بالمقام نسبة إلى دار المقام العالي. ومسجد ابن عيد، وهو من مساجدالبصرة القديمة ولقد بني قبل 300 عام تقريباً ويقع في محلة المشراق وسط البصرة، جامع العشرة المبشرة، وجامع السيد علي الموسوي،وجامع الهدى، وجامع الرحمن، وجامع القبلة، وغيرهم الكثير.
المسجد مدرسة حديث عريقة كان يجلس فيها سعيد ابن الجبير وإسجق ابن راهوي وأبو حنيفة النعمان وابن سيرين ومحمد ابن إسماعيلالبخاري أول زيارة له لطلب الحديث والعلم كان مسجد البصرة، حتى علماء اللغة أبو الأسود الدؤولي الأصمعي كلهم كانوا في هذا المسجد يمرون حتى الامام محمد بن إدريس الشافعي.
و ففي بداية النهضة في الخليج سواء المعمارية والثقافية وكان علماء الحديث من الخليجيين من المذهب المالكي كانوا يزورون البصرة ويطلبون العلم منها و في الخليج كان هناك مدرسة الإحساء التي تضم علماء المالكية والشافعية كانوا يزورون البصرة فكانت الأرواح كلها تتوافد إلى البصرة.
عبدالعزيز بن بدر القطان