هكذه هي سنة الله في خلقه، وهكذا هي نواميسه الباهرة في الحياة والفناء، وهكذا فجأة يتقاطر رحيل الأخيار الطيبون..
فما كادت مجالس العزاء بولاية بهلا توصد أبوابها بعد انتهاء فترة العزاء في وفاة عدد من المتوفين الذين رحلوا تباعاً مودعين مسرح الحياةبعد انتهاء مدة البقاء في هذه الفانية لينتقلوا إلى دار البرزخ استعداداً ليوم البعث والنشور، وإنا بهم للاحقون عاجلاً أم آجلا..
في ليلة الأمس شيعت ولاية بهلا من أقصاها إلى أقصاها أحد رجالاتها المخلصين الذي رحل هكذا فجأة وبدون سابق إنذار، وتلك حكمة منالله لا يعلم سرها إلا هو..
إنه الأخ الوفي طالب بن سعيد العلوي الذي وادعناه يوم أمس في موكب جنائزي مهيب وحاشد، في دلالة لحب الناس لهذا الفقيد الذي لميبخل على أحد ممن قصده في استشارة لمشروع تجاري يعتمد عليه في توفير لقمة العيش الكريمة، ويبني من خلاله مستقبله، ويكّون أسرةمتعففة، فكان نعم الناصح والمعين..
زاملناه منذ الطفولة، لاعباً وإدارياً في فريق الطماح الذي تقاسم معنا متاعب تأسيسه والارتقاء به ، وتشاركنا معاً في الكثير من الأنشطةالرياضية والثقافية والاجتماعية، وكان نعم الشاب الطموح المتعاون والفاعل، وحتى بعد انشغاله في العمل الرسمي وفي العمل الحر بعدتقاعده بمحافظة مسقط لم يقطع إقامته وتواصله مع ولايته بهلا التي يحبها حتى النخاع..
التقيته يوم السبت الماضي قبل يومين عن رحيله، وكان مشاركاً في عزومة أحد الأصدقاء، فهو إنسان اجتماعي لا يختفي ضوءه عنالمناسبات الأهلية والاجتماعية والوطنية، وببشاشته وابتسامته المعهودة ناداني بلقب ود العم، وتصافحنا معاً دون أن نعلم ولن نعلم بأنهالوداع الأخير ..
ليرحل عنا طالب الخير، مستبقاً إيانا مغادرة هذه الحياة، ويبقى أثره ناصع البياض، ضارعين إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيممغفرته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون..
ناصر بن مسهر العلوي
الأثنين ١٦ جمادى الآخرة ١٤٤٤هـ
الموافق ٩ يناير ٢٠٢٣ م