أولا :
أ:- لا أُريد الدخول بنظرية التخمين والتشكيك التي يُطلقون عليها ” نظرية المؤامرة ” .فهذا عمل الاستخبارات التركية واستخبارات المنطقة لمعرفة الحقيقة . فنحن نحلل الموضوع والمشهد كما تجسد أمامنا .حيث ان أمامنا زلزال عنيف ومدمر ضرب أخطر منطقة جيوسياسية فيتركيا وسوريا. وفي توقيت خطير للغاية.لا سيما وان تلك المنطقة بيئة دسمة للمنظمات والحركات المتطرفة والارهابية والتي أغلبها تمول مناستخبارات غربية واسرائيلية وعربية وخليجية وغيرها.
ب: والأخطر جاءت فضربت السياسة الجديدة للرئيس التركي اردوغان والنظام التركي وهي ( صفر مشاكل ) مع الجيران ودول المنطقة. ووصل الدور الى سوريا التي تقدمت حولها المباحثات واللقاءات التركية – السورية لبلورة اتفاق يقود لمصالحة ونسيان الماضي. ولكن جاءهذا الزلزال ليُعطل كل شيء .ويُغرق تركيا وسوريا على حد سواء في المأساة. بحيث توفرت بيئة نموذجية للغاية ليستغلها الارهابيون والاستخبارات الدولية ضد سوريا وتركيا معاً والتمدد نحو العراق ومناطق اخرى. واثلجت صدور الأكراد في المنطقة وبمقدمتهم الحركاتالانفصالية في سوريا وتركيا وايران !
ثانيا :
كنت أُذكّر واحذر خلال السنوات الاخيرة والفترة القصيرة التي سبقت الزلزال وفي جميع مقالاتي وتحليلاتي أن ( هناك ربيع تركي قادم لخلط الاوراق التركية ومنعها من الدخول إلى مابعد انتهاء اتفاقية لوزان في تموز ٢٠٢٣) .وأعتقد الجميع يتذكر تلك المقالات والتحذيرات .لأن الأوربيين قلقين جدا من بقاء حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس اردوغان حاكما لتركيا بعد تموز ٢٠٢٣ ” وهو موعد انتهاء اتفاقية لوزان”خوفاً من عودة الدولة العثمانية التي وصلت إلى مشارف العاصمة النمساوية فيينا سابقاً . فهناك خوف وهلع في المانيا والنمسا وبلغاريا واليونان وقبرص والاتحاد الاوربي وجميع الشعوب الكردية في المنطقة من طموحات تركيا وحزب العدالة والرئيس أردوغان . ناهيك أن هنا كخوف إيراني من عودة تركيا العثمانية وبروزها !
ثالثا :
جميع المختصين والمتابعين يعرفون أن الرئيس أردوغان قد رفض طلب المعارضة التركية ( 6 أحزاب) المدعومة من واشنطن والغرب وإسرائيل وبعض دول الخليج بتحديد موعد للانتخابات المبكرة. ونجح الرئيس أردوغان بالإحتيال عليهم وإعلان تقديم الانتخابات لشهر مايو القادم (الشهر الخامس ٢٠٢٣) لقطع الطريق على المعارضة والمشروع الاميركي الغربي الاسرائيلي . وبنفس الوقت أجراءها قبل نهاية شهر تموز ٢٠٢٣ وهو موعد التحرر التركي من اتفاقية لوزان التي ( خنقت تركيا لـ100عام ) والتي تخيف الأوربيين جدا ومثلما وضحنا هذا التخويف في سياق المقال أعلاه !
والسؤال :
هل أن الطبيعة عميلة لواشنطن والغرب لتنتفض بهذه القوة بوجه الرئيس أردوغان وتركيا وحزب العدالة الحاكم وبوجه انصارهم وتقود هي الربيع التركي وبهذا التوقيت ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟
رابعا:
لقد تعرضت تركيا إلى ضربة قاسية (سياسية ، واقتصادية، واجتماعية ، وفي البنى التحتية ، ونفسية.. الخ )!
فيبرز السؤال :
١- هل أن هذه الضربة الزلزالية ستقوي الظهر التركي أم قصمتهُ وعلى الأقل من الناحية السياسية والاقتصادية ؟
٢- هل ستجعل هذه الضربة الرئيس أردوغان أكثر قوة وقومية وإصرار على التحدي والصمود أم سوف يستسلم ؟
فالأيام حبلى بالأنباء في تركيا والمنطقة … فهناك زلازل سياسية عنيفة قادمة لمنطقتنا وسوف يرحل بسببها أربع أنظمة !! وتذكروا كلامي !
د. سمير عبيد
١٤ شباط ٢٠٢٣