العنوان اعلاه ليس مبالغا فيه ابدا، فحكاية سيزيف تتجدد على ارض النقب، فالذي يجري في قرية العراقيب النقبية الفلسطينية لا يصدق ولايخطر بالبال، فمن يتصور ان تقوم جرافات الاحتلال-الخميس 2023-2-16 بهدم قرية العراقيب للمرة الـ 213على التوالي، إذ أقدمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال ووحدة “يوآف” التابعة لما تسمى “سلطة تطوير النقب” الحكومية ترافقها آليات وداهمت قرية “العراقيب”وشرعت بهدم خيام ومنازل الفلسطينيين فيها، رغم سوء الأحوال الجوية والبرد وشدة الرياح، وكما في المرات السابقة شاركت قوات كبيرة منشرطة الاحتلال ووحداته الخاصة، التي قامت باقتحام القرية وحماية الجرافات التي تقدمت نحو بيوت القرية وحولتها الى ركام، وتواصل سلطات الاحتلال هدم قرية العراقيب منذ عام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
وكان شيخ العراقيب صياح الطوري قد اعلن في وقت سابقإن “السلطات تواصل هدم العراقيب بهدف دفع الأهالي إلى اليأس و الإحباط وحملهم على ترك أراضيهم، لكن كل هذه الجرائم لن تنجح بترحيلنا من أرضنا”، وأكد أن “الأهالي يثبتون في وطنهم ولن يتركوا أرضهم، وهمي تمسكون بالعيش في خيامهم ومساكنهم المتواضعة رغم جرائم الهدم المتكررة وأحوال الطقس العاصفة”.
وتسود هناك بين اهالي النقب حالة من الغضب والسخط جراء السياسات الاحتلالية التي ترمي الى اقتلاع اهل النقب من قراهم واراضيهم، في مشهد تعبر فيه قرية العراقيب الواقعة بين مدينتي رهط وبئر السبع عن جوهر القضية وتستحضر البدايات والتاريخ وتشكل نموذجا للصراع والتحدي بين اصحاب الارض والحق والتاريخ وبين الغزاة من بني صهيون.
نواف الزرو