في رحلتي الأخيرة إلى جزيرة زنجبار والجزيرة الخضراء شغفت بمبادرات جمعية الإستقامة وجهود الشيخ ناصر بن سعيد الرواحي المتمثلة في الاهتمام بتعليم القرآن الكريم من خلال إنشاء مراكز ومعاهد وأكاديمية متخصصة لتعليم علوم القرآن الكريم واللغة العربية في آن واحد..
وهناك وأنا أعيش متعة التجوال في تلك المؤسسات التعليمية البسيطة في بنيانها والكبيرة في إنجازاتها ومخرجاتها، رغم الظروف المادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشونها ..
هناك عادت بي الذكريات إلى كتاتيب التعليم التي كانت منتشرة في بلادنا مع تشابه الظروف الصعبة في ذلك الزمان مع ذات الظروف التي يعيشها إخواننا هناك في هذا الوقت، وبرغم تحسن الأوضاع في بلادنا منذ حقبة السبعينات من القرن الماضي إلا أننا تأخرنا كثيراً عنهمفي دفع مسيرة الاهتمام بتعليم القرآن الكريم لاسباب يدركها الأكثرية ..
وبحضوري اليوم الثلاثاء حفل تدشين المقر الجديد للمدرسة القرآنية الوقفية بولاية بهلا، الذي تبرع به أحد المحسنين من أهل الخير ، وتقف عليها كوادر مؤهلة وعلى علم ودراية وتخصص في تعليم كتاب الله، فجزاهم الله خيراً وأعظم لهم أجرا..
رعى حفل التدشين سعادة الشيخ سعيد بن علي بن أحمد النعيمي والي بهلا، وبحضور ثلة من المدعويين ورجال الإعلام والصحافة، وقد استهل الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ثم أنشد أحد الأطفال نشيد ترحيبي، وألقى الأستاذ الفاضل سالم بن عبدالله الهميمي كلمة أوجز من خلالها أهداف المدرسة القرآنية وبرامجها التعليمية وروؤيتها المستقبلية، داعياً أهل الخير والعطاء إلى دعم المدرسة مادياً ومعنوياً ..
وبافتتاح هذه المدرسة الإيمانية ، ومع الجهود المخلصة التي تبذل من جانب إدارات العديد من الجوامع والمساجد والفرق الشبابية، لخدمة كتاب الله وتعليمه، وخاصة مدرسة جامع جماح، بالإضافة إلى المدارس القرآنية في المساجد والمجالس الأهلية التي تعنى بتدريس القرآن الكريم للجنسين.. فإن الأمل يبدو باسماً لبزوغ فجر جديد يسطع بأنواره الباهرة، مبشراً بالعودة إلى كتاب الله تعلماً وتدبراً، فهو كتاب الله الخالد، ونبراس الأمة المحمدية، ومصدر عزها وفخرها وقوتها..
ونتطلع إلى رفع مستوى هذه المدرسة لتكون كلية أو جامعة أهلية متخصصة في تعليم علوم القرآن الكريم بمختلف علومه وتخصصاته، ولعل الوقت بات سانحاً للاستفادة من الأرض الموقوفة الكائنة بجوار جامع السلطان قابوس بالمعمورة، أو استغلال أرض مصلى العيدين بمنطقة المستغفر لبناء مقر متسع ودائم يحتضن كل الطموحات والآمال لهذا المشروع الهام والمثمر في الدنيا والآخرة، والله ولي التوفيق والنجاح.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
الثلاثاء ٣٠ رجب ١٤٤٤
الموافق ٢١ فبراير ٢٠٢٣م