وتتكرّر القصة ذاتها في كندا بالنسبة للعلاقة بين معدل التضخم ومعدل النمو الاقتصادي الحقيقي.
الغرب يتقلّص، ويزداد التصاقاً في عنق الزجاجة
تدل هذه الإحصاءات على أمرين:
أولاً، أن معدلات النمو الحقيقية في الاقتصادات الغربية الرئيسية لم تعد تجاري معدلات النمو في الاقتصادات الشرقية والجنوبية الصاعدة، كما وُثّقت في أكثر من مادة في الميادين نت خلال العام الفائت، وهذا يعني أن ميزان القوى الاقتصادي في كوكبنا يميل تدريجياً نحو الأقطاب الصاعدة.
ثانياً، أن معدلات النمو الحقيقي في الاقتصادات الغربية الرئيسية لم تعد تجاري معدلات التضخم فيها. وهذا يعني أن الوزن الحقيقي لتلك الاقتصادات في الناتج الإجمالي العالمي يتقلص نسبياً، وأن انتفاخ القيم الاسمية لاقتصاداتها بات يخفي بصورةٍ أكبر مدى التقلّص النسبي في اقتصاداتها الحقيقية مقارنةً بمجموعة البريكس.
إنه يعني أيضاً تآكل مستوى معيشة المواطن غربياً مع تزايد الأسعار بصورة أسرع من تزايد الإنتاج والدخول، ما يضعف القوة الشرائية والاستهلاك ويفسّر الاضطرابات السياسية المتزايدة في الغرب نتيجة تدهور الحالة الاقتصادية.
كاد الاقتصاد العالمي ينتعش عام 2021، لكنّ الحرب الأطلسية المفروضة على روسيا دفعت بالاقتصاد العالمي خطواتٍ إلى الخلف، وصورة المشهد العالمي من بعد الحرب الأوكرانية ستتغيّر إلى الأبد.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الميادين وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً