طفلتي العزيزة
كم كان الألم شديداً وأنت تسقطين على الطريق، كم كانت قلوبنا تعصرنا وأنت تحاولين الوقوف دون أن تتمكني من ذلك، كم كان الألم يعتصر أرواحنا ونحن نرى وجهك يصطدم بأرضية الطريق، فهل أنت من سقط على الطريق أو أن المنظومة التعليمية سقطت قبل أن تتمكن أن توفر لك الأمن والوسيلة الأمنة التي تنقلك إلى منزلك؟
ما أصعب بعض المواقف وما أصعب أن نتعايش مع الخوف على أطفالنا في المستقبل، وكيف يكون مستقبل تعليمهم وهم غير قادرين على النهوض من السقوط الذي يتعرضون إليه؟ كم يشعرنا ذلك بأننا في مرحلة أصبحت أكثر صعوبة مما قبل، فأي مستقبل لأبنائنا في ظل هذه الإشكاليات وغيرها من التحديات التي تواجه الطلبة…
هنا الخاسر الوحيد هو الوطن والمواطن الذي يبحث عن المستقبل من خلال هذه المؤسسة التي يناط بها النهوض بالوطن، ولكن اليوم نمر بذات المنهجية التي لم تتغير طوال الفترة الماضية التي ظلت عاجزة أمام تيارات المستقبل، حيث ظلت حبيسة لذات المستوى دون تغير، بل تراجعت كثيرًا، وفي ذات الوقت نجد العالم يتسابق ويتنافس على الاقتصاد والمعرفة والتكنولوجيا، ونحن ما زالنا عاجزين عن معالجة أبسط القضايا والتحديات، في حين توفرت لنا كل الموارد الطبيعية والبشرية القادرة على إدارة التغيير والتطوير، وفي ذات الجانب هناك دول لم تتوافر لها أبسط الظروف، ولكنها تحدت الواقع وشمرت عن العمل المخلص واعتمدت على الكفاءات الوطنية فكانت النتيجة أنها اعتلت منصة التتويج وأصبحت من الدول المتقدمة بل حصلت على نصيبها من الاقتصاد العالمي، وهذا هو الفرق بين من يُركز على صناعة المستقبل، وبين من يركز على صناعة ذاته.
حيث نحاول أن نبرهن للآخر أننا في المسار الصحيح، ولكن الواقع مؤلم جداً، ونراهن على العلاقات الاجتماعية والتودد وتمجيد الشخوص صار سبيلا للبعض للوصول للغايات النافذة دون تحقيق شيء يذكر لصالح الوطن.
د. حميد السعيدي
رئيس تحرير مجلة إشراق العمانية