للاسف مدارسنا الحكومية لا تستطيع توفير الكهرباء والمياه ..!
لا اعتقد بأن يرقى ويليق لبلادنا ونحن الآن في القرن الواحد والعشرون ..!
أليس هذا أمرٌ مُحزن وجريمة في آنٍ واحد ..!
أخبرني هل تنام الليل بعد خيانتك لتلك الامانة ..!
و أقول لكم جميعا بصريح العبارة “كفى وكفى اهمال اوكفى تقصيرًا “ .
كم هي جميلة نَسمات الصباح وزقزقة العصافير مصحوبة بضوء الشمس الهادئة والأجواء الباردة . كم هو جميل ذلك الشعور عندما تبدأ صباحك مُقبلاً رأس والديك وإخوتك وداعياً لهم بأن يحفظهم رب العباد من مشقات الحياة وتقلب الاحوال . ما أجمل تلك اللحظات البريئة التي تجمع أفراد العائلة على طاولة الإفطار تربطهم آيات الود والمودة ، ومابين تعب الأمس وارهاق اليوم حكاية جميلة لا يراها الى من عاش وسط تلك الأجواء الدافئة .
وما هي الا لحظات حتى تُودع تلك الأم أبناءها بعد أن قامت برعايتهم وخدمتهم وتوفير كل احتياجاتهم والتزاماتهم وتُلوح بالوداع لهم بيدها الكريمة بكل معاني الحب و الاشتياق و تدعو حينها رب العباد بأن يحفظهم ويبعد عنهم كل سوء ومكروه ولاننسى ذلك الأب الذي يتعب بالليل والنهار مُتحمًلا مَشقات الحياة ولوعتها في سبيل توفير العيش الكريم لأبناءه وعائلته ، فيقوم ذلك الأب مُبكرًا ويساعد أبناءه في حمل تلك الحقيبة المملوءة بالصخر والحجارة ولكنها على هيئة الكتب خوفًا عليهممن حجمها ووزنها الثقيل الغير المنطقي ، ويختم ذلك بقلبةٍ على رأس أطفاله ويعطيهم قوت يومهم مناجيًا ربه أن يحفظهم كذلك من مَشقات الدنيًا واهوالها .
ولكن ما هي الا لحظات حتى تسقط دمعة الصباح من عين أمٍ صابرة وأب مرهق من مشقات الحياة ، نعم هي دمعة الصباح وغصة الأقدار ، هي تلك الدمعة التي تمزق الهدوء وتبعثر ذلك الاستقرار والهناء.
أتدري عزيزي القارئ ماهي دمعة الصباح !
هي ذلك الخبر الذي يأتي إليك مُعلناً لك إصابة طفل خلال ذهابه أو رجوعة من المدرسة حتى وإن لم يكن من ذلك الطفل من أهلك وذويك يكفيك أنه من أبناء بلدك بل ومن خلقِ الله جلّ عُلاه.
تخيل معي أيها القارئ بعد كل تلك اللحظات الجميلة والضحكات البريئة أن تستيقظ لا سمح الله على هذا النوع من الأخبار أليس هذا أمرٌ مُحزن وجريمة في آنٍ واحد !.
اعلم أن الحديث مؤلم وجارح بعض الشئ ولكن إعلموا بأن الحوادث التي يتعرض لها أطفال المدارس سواء السقوط من الحافلات المدرسية أو الدهس أو غيرها من الظواهر المشكلات التي نراها مرارًا وتكراراً ليس لها تبرير ولو اجتمعت الأنس والجن على ذلك فلن يجدوا تفسيراً منطقياً لذلك . و الشاهد على ذلك استمرارية هذه الاحداث دون تدخل صريح و فعّال من الجهات المختصة.
وكما قيل ” من رأى السّم لا يشقى كَمن شرِب ” وأرى بأن هؤلاء المسؤولين وأصحاب القرار في هذا الشأن لم يجربوا دمعة الصباح ولم يتجرعوا غصات القلب بگأس الألم والحزن ونحن حاشا لله لا نتمنى لهم ذلك ولكن أيضا نحن لا نَرضى بالسكوت و الاهمال في هذه القضية.
قد يكون ذلك الطفل وحيد أهله وقد يكون حاضر العائلة ومستقبلها وأملها نحن لا نعلم فكل البيوت أسرار وخبايا ولكن نعلم أن الابن قطعة من القلب وهذا أمرٌ لا يختلف عليه عاقل ، لذلك أيرضيكم أن يحدث هذا لأبناءنا وإخواننا أم أنكم غير مهتمين أساساً كون الموضوع لا يلامس ذويكم وأهلكم .
وهناك سؤال دائما يخطر لمخيلتي : لماذا تتكرر هذه المواقف مع المدراس الحكومية فقط . أليست المدارس الخاصة تنقل طلابها وأطفالها يوميًا ومن أبعد المسافات أيضاً .. ؟
دعني اخبرك أمرًا عزيزي القارئ إن المدارس الخاصة صارمة جدًا بالقوانين والاجراءات ولا تَقبل الاهمال وعدم المبالاة وذلك لأنها تُحارب المنافسين وتركز على الجودة والخدمة التعليمية الحقيقية و الجادة الأمر الذي ينعكس على ثقة أولياء الأمور وبما يحقق مكاسب المدرسة وتطلعاتها.
لذلك فإن وجود المشرفات في الحافلات المدرسية بالمدارس الخاصة شرطٌ أساسي ولم أرى قط مدرسة خاصة تنقل طلابها في الحافلات بدون مشرفة بل ويعتبر ذلك من أهم الشروط لديهم حيث تتكفل المشرفة بالرعاية للطلاب والوقوف على سلامتهم وحمايتهم ومساعدتهم من لحظة خروجهم من باب المنزل وركوبهم الحافلة الى عودتهم .
والسؤال هنا لماذا لا يتم تعيين مشرفات في حافلات الأطفال وعلى أقل تقدير في اول خمس سنوات للطالب أو الطالبة في المرحلة الإبتدائية بل ولا يَخفى عليكم أن ذلك سَيُسهم في معالجة اكثر من قضية في آن واحد . حيث أنه سيوفر فرص عمل لشريحة كبيرة من نساء المجتمع فهي وظيفة كريمة تناسب أغلب المستويات التعليمية والأعمار المختلفة كما وأنها محط اهتمام الكثير فوالله أن هناك من نساء مجتمعنا يبحثن عن قوت يومهن ولو بالقليل الذي لا يساوي شي عند أصحاب القرار .
ولكن للأسف مدارسنا الحكومية لا تستطيع توفير الكهرباء والمياه فكيف بالمشرفات إذاً ..!
نعم قد يتعجب الكثير ولكن هذا مايحدث على أرض الواقع فإن مدراسنا تعاني وبشدة من انقطاع متكرر في الكهرباء دون سبب واضح ودون أدنى تدخل في هذا الأمر ناهيك عن انقطاع المياه أيضاً وهذا كله لا اعتقد بأن يرقى ويليق لبلادنا ونحن الآن في القرن الواحد والعشرون ..!
أما السبب الآخر والأهم هو سائقين الحافلات المدرسية
لذلك دعني أخبرك شيئا عزيزي السائق أولاً انا مؤمن بأن كل ما يحدث بأمر الله وإرادته إلاّ أن الوقوف بالأسباب مطلب رئيسي . ولذلك اقول لكم جميعا وبصريح العبارة “كفى وكفى إهمالا وكفى تقصيرًا ” وإياك ثم إياك أن تصيبك دعوة الوالدين فوالله إن دعوة الوالدين ليس بينها وبين السماء حجاب . بل ولا يُخفيك علماً بأن هناك أم تبكي بالليل والنهار بسبب تهورك في لحظة من اللحظات و لأكون منصفًا فأنا أعلم أنك قد لا تكون متعمدا في دهس أحد أو سقوط احد ولكنك متعمدٌ في عدم اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة ومتعمدٌ في السرعة والتهور واستخدام هاتفك وإن السبب الأول والرئيسي في حدوث ذلك هو أنت وليس غيرك لذلك قد يكون أحيانا الخطأ من الأطفال أو الركاب نفسهم ولكن تركيزك وخوفك وتقيدك بإجراءات السلامة هو مفتاح النجاة لذلك .
وجدير بالذكر أن سبب هذه الظاهرة ليس قلة الوعي إنما هو عدم وجود القوانين الصارمة فجميعنا يرى تلك الإرشادات واللوائح والنصائح المتكررة التي تُقدم للجميع ولكن دون جدوى. وعلى ضوء ذلك لابد من وضع قوانين صارمة ليست على السائق فقط إنما على الحافلات من جانب و المدارس إدارتها من جانب آخر . لذلك أما آن الأوان لاتخاذ القوانين والإجراءات الصارمة أم أنكم تكتفون بالتنبيهات المعتادة التي تعفنت بها بالأوراق وجفت منها الأقلام؟
إن حوادث الحافلات المدرسية ظاهرة خطيرة لا يُستهان بها وليست فقط قضية تهيج الرأي العام فترة مؤقتة وتنال الصخب الاعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي إنما هي رسالة مؤلمة و وجب على الجهات المعنية الالتفات لها واتخاذ الإجراءات اللآزمة في حقها.
ومن هنا حقيقة لا أعلم ماذا تنتظر وزارة التربية والتعليم وماذا ينتظر المسؤولين وأصحاب القرار في هذا الموضوع أم أن هذه القضية إلى الآن لا تستحق أن تكون محط اهتمام ورعاية واتخاذ قرارات حقيقية !.
ولذلك فإنني أوجه رسالتي إلى سائقين الحافلات وإلى الجهات المعنية طالبًا منكم صون الأمانة وحفظ حقوقها وختاما أذكركم بقول الله تعالى :
” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْيَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولً “. صدق الله العظيم
نعم هي الأمانة التي أوصى بصونها دينُنا الحنيف فكونوا للأمانة القلب الأمين والعقل السليم وأحيوا تلك الضمائر الميتة واستيقضواً من نومكم العميق قبل فوات الأوان .. واتقوا الله من دعوة صادقة تغير حالكم إلى أسوأ حال وتقلب بِكم موازين الحياة في ليلة وضحاها .
هزاع بن صالح البلوشي/ مدير العلاقات العامة بشركة الهوية الأولى