بقلم: خليفة البلوشي
قرص الشمس بدأ في الاصفرار ، وبدأ يتوارى خلف الأفق، وسويعات الأصيل تصاحبها الرطوبة العالية، في هذه اللحظة سمعت صوت الهاتف، السلام عليكم .. وعليكم السلام ( م ) يتلقى العلاج في مشفى خاص وتدهورت وتطورت حالته الصحية استدعت للدخول لغرفة العناية الفائقة ( غيبوبة تامة ) ويتطلب حضوركم .. أسدل الليل ستارة وتوشح باللون الأسود، تحركنا عبر الطريق السريع والظلام يعطينا خوفًا أخر مع خوفنا على مريضنا، والحيوانات السائبة تتربص بالمارة وكأنها الأشباح المرعبة .. تنهدات ودموع حارقة على الوجنات .. اتصالات متسارعة للاطمئنان .. أدعية متتالية بالشفاء العاجل .. أخيرًا وصلت الراحلة التي تقلنا إلى ذلك المستشفى والخطوات تتسابق وتتسارع نحو الغرفة التي يرقد فيها ( م ) ويفاجأ الجميع بقلة الخدمات وضعف الاهتمام بموجبها تطلب الوضع إلى التدخلات ( مضطرين ) لنقل المريض لأحد المستشفيات الحكومية فالحالة الصحية غير مستقرة .. محاولات حيثية مملوءة باليأس حين جاء الرد ( لا يوجد سرير إلا بعد ثلاثة أيام ) تكررت المحاولات والمريض لا يزال في حالته الحرجة، معاناة بليغة الأثر، ودموع ( الأم ) تشق طريقها نحو الحزن الدفين .. لحظات عصيبة ودقات القلوب تخفق بكل قوة وتسمع صداها بتردد مع هدؤ المكان .. ليلة رمادية مرت على أفراد العائلة، وتحركات طبية بطيئة تستفز المشاعر، الدعاء لم يتوقف حتى تيسر الأمر بعد منتصف ليل يوم الجمعة ونُقل ( م ) إلى المستشفى الحكومي الذي أخيرًا توفر بين جنباته، وفي غُرفه ( سرير الأمل .. وطوق النجاة ) المفقود .. الحمدلله اختلف الاهتمام عند وصولنا، حيث كانت الحالة تستدعي التدخل السريع .. واستقرت حالة المريض قليلًا ، ومعها استقرت واطمأنت قلوب أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه بعد الفحوصات وتشخيص المرض والتعرف على مكان وجودة وما هي أسبابه ومسبباته ليعطى العلاج المناسب، والسؤال المطروح لماذا في كل لحظة وحين، وفي كل مرة، وفي أي وقت نسمع الردود ( لا يوجد سرير ؟!!) يا ترى متى ستتوفر تلك الأسّرة في مستشفياتنا الحكومية؟؟