سَبَقَ وإن كتبتُ في هذا الموضوع الشائك والمتكرر أثناء الجلسات والحوارات بين الرياضيين خصوصًا، حيثُ يتخلل مع كل حديث ظاهرة “الشعوذة” وما تصاحبها من مخاطر على اللاعبين، ولأهمية الموضوع ارتايت بإعادة الكتابة فيه من جديد، ومن خلال متابعتي لأغلب المباريات لكرة القدم داخل الولاية أو خارجها أسمع بأن الفريق الفلاني يتعامل بالسحر والشعوذة، ويذكرون بعض أسماء الدجالين حتى أصبحت محفوظة في الذاكرة ومشهورة في الوسط الرياضي، وبصراحة لا أؤمن بهذا العمل، وفي نفس الوقت يراودني التصديق في بعض الأحيان بما نشاهده من تغيرات في مستوى اللاعبين وخصوصًا المتميزين منهم، فنشاهد لاعب يخرج بدون سبب مقنع، فلا يظهر عليه التعب والإرهاق، ولم يتعرض للإصابة، فقط نراه يلوّح بحركة التبديل ويمشي في الملعب كالمعتوه في الصحراء.
أكثر من مرة أسمع الجماهير تصدح بشلات غريبة يُقال أنها لتحضير “الجن” وكم مرة أُشاهد الدخان برائحة اللبان يتصاعد من فوق المدرجات، وتشمئز النفس من تلك المشاهد المخزية .. نعم أنها سذاجة بعض الإداريين واللاعبين والمدربين والمشجعين تجعلهم صيدًا سهلًا للمشعوذين برغم أن الشعوذة لا علاقة لها بالرياضية، إلا أنها اقتحمت الملاعب الرياضية بدون سابق إنذار .. بكل صراحة أقول أنها ظاهرة غير أخلاقية تمامًا خصوصًا وأن استخدامها في الرياضة يعتبر تحايلًا وغشًا في حين أن أخلاقيات الرياضية تعتمد على التنافس الشريف وبذل الجهد لأجل تحقيق النجاح بمعنى الوسيلة السليمة للوصول إلى الهدف المراد تحقيقه، ولكن هذه العادة الخبيثة والدخيلة غير المرغوب فيها ممثلة في الشعوذة لم تكن لتدخل عالم كرة القدم خصوصًا والرياضة بصفة عامة لو لم تجد السند من الداخل، حيث أن سذاجة بعض اللاعبين والإداريين والمسؤولين الرياضيين كما أسلفت ووقوعهم بكل سهولة في احتيال وفخ المشعوذين جعل هذه الظاهرة ملازمة لكرة القدم.
وأكد لي أكثر من شخص بأن بعض فرقنا الأهلية بالخابورة تمارس مثل هذه الطقوس والأنواع السيئة للغاية ومن أيام طويلة، ويدعون أنهم يمارسون السحر والشعوذة للتأثير معنويًا ونفسيًا في الفريق المنافس.
والسؤال البارز والأهم: متى ستختفي هذه الظاهرة الغير اخلاقية والضارة على مستوى اللاعبين، وربما تؤدي بحياة أحدهم لا سمح الله؟ أخزاكم الله أيها المشعوذون أنتم ومن يتعامل معكم، ولكم العار والخزي في الدنيا والأخرة.
خليفة البلوشي