بالأمس كانوا أبنائنا الطلبة ينتضرون الإجازة الصيفية ليأخذوا متنفسًا بعد عام دراسي حافل بالتحضير والكتابة والقراءة والمراجعة ليبدوا عام جديد وهم في حيوية ونشاط وهمة عالية وأكثر تركيز، مرت الأيام مسرعة وها نحن على مشارف بداية عام دراسي جديد فالبدايات هي بداية كل نهاية، أيام بل ساعات قليلة ويدخل أبنائنا عامهم الدّراسي الجديد بابتسامة مشرقة، مدركين أنّ الله يرفع الذين أوتوا العلم درجات.
قبل أكثر من أسبوع شاهدنا محلات بيع القرطاسية مزدحمة لأجل التّهيئة قبل بداية العام الجديد وتحضير مُستلزمات الدّراسة من ثياب وقرطاسيّة ألخ، فهم يدركون إن طلب العلم يرفع من قيمة الطّالب نفسه؛ فهو بحرصه على تنمية عقله واستيعاب المزيد من العلوم ويساهم في تطوير نظرة الآخرين له، فالجميع يحبّ الإنسان الملتزم الحريص المجتهد الذي يؤدّي واجباته بإتقان وإخلاص ويسعى لفعل المزيد من خلال العطاء المتزايد، ويعلمون كذلك أهمية مراحل الدراسة، ومن هذا المنظور تجد الطالب الذي يبحث عن مستقبل مشرق يُصادق الجيّدين من الطلّاب كي يرتقي معهم ويتسامى بأخلاقه، فالمرء على دين خليله، وبين هلالين ( الصاحب ساحب )
أيها الطالب المحب للعِلم تعلّم لتكون أنت، تعلّم لتكون لكَ بصمة في الحياة تترك بها أثرك، فعلى سبيل المثال لو تخصّصت في الطّب سوف تعالج مستقبلاً الكثير من المرضى الذين سيذكرونك بالخير، أو يمكن أن تكون مهندسًا فتبني وتُعمّر وتُمهّد الطّرق، وترفع من شأن بلدك ومجتمعك، أبنائنا الطلبة شحذوا الهمم لتكونوا على مستوى ما تطمحون إليه، وخذوا بأجمل قصائد أحمد شوقي دافعًا قويًا حين قال ( العِلم يرفع بيوتًا لا عِماد لها .. والجهلُ يهدم بيت العِزَّ والكرمِ ) ولتعلموا أن العِلم أعلى من المال منزلةً لأنهُ حافظ والمال محفوظ، وفقكم الله ونورَ قلوبكم وسددَ على طريق العِلم خطاكم.
خليفة البلوشي