المساندة والمساعدة والمؤازرة كلها كلمات مرادفة أو ضد كلمة “الخذلان” ذلك الخذلان الذي يجعل البعض يدور في دائرة الإحباط بدلًا من طلب المساندة من الآخرين، وإن وجد في حياتي من يخذلني أو خذلني، في المقابل أكيد هناك من هو سوف يساندني، فطلب المساندة هو جزء من الذكاء الوجداني، بل هو التعبير عن المشاعر والاحتياجات، فحين نشعر بأننا بحاجة إلى مساندة من نوع (ما ) لا نتوقع أن يبادر الآخرون بتقديمها دون طلبها. أيها “المخذول” بالطبع هناك أفراد سيقدمون لك ذلك وربما دون أن تطلبها منهم، لكن يتبقى دورك في أن تُذكِّر المحيطين بك أنك بحاجة لشيء ( ما ).
يا من تدور في محيط التذمر والاحباط والوحدة اطلب ممن تعرف جيدًا أنه لن يخذلك، صحيح طلب المساندة ثقيل على معظمنا، لذا عندما تطلب فحاول أن تفرز علاقاتك ومواقفك السابقة مع الآخرين وتختار جيدًا.. أيها “المخذول” كن سهلًا ومرِنًا ولا تطلب موعدًا محددًا للمساندة، بمعنى لا تقول أريدك غدًا في فعل كذا معي لأنني لا أستطيع القيام به لوحدي، ذلك يضع الشخص الآخر في موقف محرج، وأنما قول له أمنحني موعدًا يناسبك لفعل كذا لأنني لا أستطيع القيام به بمفردي، كما يجب علينا مراعاة الظروف فمعظمنا يعيش في تراكمات وضغوطات الحياة تجعلنا في عدم استقرار أغلب الوقت، ونحاول النجاة بأنفسنا من تلك الضغوط ، لذا توقع أيها “المخذول” فشل الآخرين في تلبية طلباتك بسبب تفريغ ونفاد طاقتهم، ولا يعني هذا أنهم لا يعتبرونك، لكن هم يحاولون مراعاة أنفسهم أولًا ولديهم مواقف ماضية معك في المساندة وعدم خذلانك.
في النهاية تذكر جيدًا في أن المساندة والمؤازرة ممكن طلبها عادي، في المقابل إننا جميعًا لنا حق في عدم تقديم المساندة في بعض الأمور والمواقف والأوقات.
خليفة البلوشي